الخليج والعالم
هواوي تُحاول إلغاء حظر بريطاني إرضاءً لترامب
أكَّد فيكتور تشانغ نائب رئيس شركة هواوي الصينيّة إنّه يتعيّن على بريطانيا إعادة النّظر في قرارها بحظر شركة هواوي لتصنيع معدّات الإتّصالات لشبكات الجيل الخامس (5G) في حقبة ما بعد الرّئيس الأميركي دونالد ترامب.
وطلب تشانغ من بريطانيا الوفاء لجذورها باعتبارِها مسقط رأس الثّورة الصناعيّة الأولى، وقال إنّ حكومة جونسون "لا تستطيع أن تتخلّف عن الرّكب في ثورة الجيل الخامس".
وأتَت تصريحات تشانغ لصَحيفة غارديان (The Guardian) البريطانيّة بالتّزامن مع لقاءٍ لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع مجموعة الأبحاث الشماليّة، وهي مجموعة ضغط من أعضاء البرلمان المحافظين المصمِّمة على تحويل أجندة رئيس الوزراء للتّسوية إلى حقيقة واقعة.
ورأى تشانغ أنّه في حال أعادت بريطانيا النّظر لقرار حظر تصنيع هواوي لمعدّات الإتصالات لشبكات الجيل الخامس (5G) سيكون لذلك تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا على المَملكة المتّحدة.
وأضاف تشانغ: "تُريد المَملكة المتّحدة أن ترى توازُنًا في الإستثمار بين لندن ومناطق الجَنوب الشرقي، والوسط، والشمال لإنجلترا، ويُعدُّ الإتّصال من الطّراز العالمي أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف، ودون ذلك من الصّعب جدًا سدُّ الفجوة في عدم التّوازن الإقتصادي في المملكة المتّحدة".
وذكَّر بقَول الحكومة نفسها إنّ منع هواوي من تركيب شبكات الجيل سيؤدّي إلى التّأخر لمدّة 3 سنوات في طرح شبكة الجيل الخامس، وسيكون لهذا تأثير اقتصادي كبير.
كما تجدُر الإشارة إلى أنَّ الكثير من الناس يندهشون من حجم تأثير هذا التّأخير، حيث أظهر بحث من طرف ثالث أَجرَته شركة الأبحاث المستقلّة أسيمبلي (Assembly) أنّ هذا التأخير سيكون له تأثيرٌ قدره 18.2 مليار جنيه إسترليني (21.5 مليون دولار).
وفي السّياق، أمِل نائب رئيس هواوي أن تكون الحكومة منفتِحة، بمُجرّد أن تُراجع العواقب الإقتصاديّة، فستُعيد النّظر، بصفتِنا شركة عالميّة، نُريد العمل مع الحكومات للتأكّد من أنّ لدَيها سياسات لتأمين النّمو.
وتابع: "قد كان القرار قرارًا سياسيًا مدفوعًا بتصوّرات واشنطن لشركة هواوي، وليست تصوّرات لندن، والدّافع وراء القرار ليس أمنيًا، بل بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتّحدة والصين، أمِل أن تتبنّى الإدارة الأميركية الجديدة نهجاً مُختلفاً عن نهج دونالد ترامب".
كذلك تَخوُّف تشانغ من أنّ الدّور التّقليدي للمملكة المتّحدة كدولة تجاريّة منفتحة يتعرّض للتّحدي، حيث تركز المناقشات على الصراع الجيوسياسي بدلًا من كيفية تحسين اقتصاد المملكة المتّحدة.
واعتبر أنَّ على بريطانيا جذب الإستثمار الأجنبي إليها، لتغتنم الفرصة مرة أخرى لتصبح رائدة عالميًا بعد خروج بريطانيا من الإتّحاد الأوروبي، في نهاية العام الحالي، مشدّدًا على ضرورة ذلك لتعافي المملكة المتّحدة بعد كورونا وبعد خروجها من حقبة التّجارة، والتقنيّة، والرّقمنة المُرتبطة بالإتّحاد الأوروبي.
وكانت حكومة المملكة المتّحدة في تموز/يوليو الماضي، بعد ضغوط من إدارة ترامب، قد تراجعت عن السّماح لشركة هواوي بأن تكون مَوردًا خاضعًا للمُراقبة لشبكات الجيل الخامس، وأمرت بإخراج معدّات هواوي من شبكات الجيل الخامس في البلاد بحلول عام 2027.
وفي ذلك الوقت، قال الوزراء إنّ التّراجع لم يكن بسبب التّهديد الأمني الذي تشكّله شركة هواوي، ولكن بسبب قرار إدارة ترامب بحظر استخدام هواوي للتقنيّة الأميركيّة.