الخليج والعالم
الأمين العام لجبهة النضال الفلسطيني لـ"العهد": تنسيقٌ عالٍ لمحور المقاومة لمواجهة حماقات ترامب
دمشق - علي حسن
لم تتوقف الشخصيات والنخب السياسية والحزبية الفلسطينية عن عقد ندوات ومحاضرات التوعية حول التهديد التي تتعرض له القضية الفلسطينية بعد عمليات التطبيع، في ظلّ محاولات بعد الأنظمة العربية إعلان اتفاقيات على غرار أوسلو لتصفية القضية الفلسطينية.
العلاقة بين دول محور المقاومة تعزّزت أكثر
الأمين العام لجبهة النضال الفلسطيني خالد عبد المجيد، تحدث لموقع "العهد الإخباري" عن التهديدات التي تزداد بهذه الفترة من قبل الإدارة الأمريكية وترامب للمنطقة ومحاولاتهم المستمرة من أجل ابتزاز محور المقاومة، سوريا وإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، وقال "حاليًا يمكن التأكيد أن العلاقة تعززت أكثر وهناك لقاءات متكررة لمحور المقاومة وتنسيق أكثر من السابق في هذه الفترة بالذات من أجل إعداد الجهوزية الكاملة لأية احتمالات، للاعتقاد بأن ترامب قد يُغامر في خطوات عدائية ضد محور المقاومة بالتنسيق مع الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية للنيل من المحور".
وأوضح عبد المجيد أن "إعلان ترامب لصفقة القرن هو استكمال لوعد بلفور عام 1917، وهي تهدف لتصفية الحقوق الفلسطينية وحقوق الأمة".
قوى المقاومة أقوى بكثير اليوم
من جهته، بيّن مدير مؤسسة القدس الدولية في سوريا خلف المفتاح لـ"العهد" أن "وعد بلفور هو ليس وعد بل هو قرار حكومة بريطانيا، وبالتالي يترتب على الحكومة البريطانية كدولة أن تتحمل مسؤولية أنها ساهمت في طرد شعب وإقامة كيان والمساس بسيادة الدولة الفلسطينية ويجب التركيز على هذه النقطة".
ولفت المفتاح إلى أن "موضوع الصراع مفتوح، فلا يمكن قراءة أن التطبيع الذي يحصل نهاية المطاف بل بالعكس، اليوم القوى المقاومة هي أقوى بكثير بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والثبات السياسي لمحور المقاومة، وفي لبنان وفي فلسطين وإيران وروسيا"، معتبرًا أن "حالة الوعي التي تتشكّل بعد الذي جرى تجعلنا نتفاءل ولا نقرأ المشهد في زاوية المستسلمين، كما أن مستوى الوعي أصبح واضحا وانكشف المشروع إلى حد كبير بوجود رفض شعبي لما يسمى التطبيع، كما أن الشعب الفلسطيني يعتبر الأساس و لا يزال متمسكا بقضيته وصامدا في وجه هذا الكيان الذي تدعمه القوى الاستعمارية".
وأشار إلى أن "سوريا بنهجها السياسي المترسّخ جعلت القضية الفلسطينية حاضرة، وبالرغم من جميع أشكال التآمر الإقليمي على سوريا والحرب الإرهابية التي شنت على البلاد، لم تغادر ثوابتها وبقيت القضية الفلسطينية حاضرة، مشيرا إلى اهتمام كبير من الدولة السورية بعودة النازحين إلى مخيم اليرموك ولا بد من عودة الفلسطيني إليه، خاصة وأن له رمزية ويضم قادة وثوارا ومناضلين".
محور المقاومة قادرٌ على الوقوف في وجه الانهيار العربي الكبير
الباحثة ماري الماز شهرستان تحدثت بدورها لـ"العهد" عن الصورة الراهنة التي نراها الآن والتي يشاهد العالم فيها العلم الاسرائيلي يرفرف من عاصمة عربية إلى أخرى، ولا يبدو أنه سيتوقف إلى أن يجهز على تلك الأنظمة والدول المتهالكة والمنضوية في الإطار الاستراتيجي الأميركي، بالمقابل يبدو محور المقاومة الذي تحتل سوريا قلبه، قادرا على الوقوف في وجه هذا الانهيار الكبير رغم الحصار الخانق الذي تتعرض له من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي، ورغم طعنات الكبرى التي تلقتها من دول عربية".
وتابعت شهرستان "ما بين وعد بلفور 1917 ووعد ترامب 2020 أكثر من قرن ورغم ذلك ظلّت قضيتنا أسيرة "لعبة الامم" ولم نتمكن من وضعها في الإطار القومي القادر على قيادة نفسه ورؤيته كي يكون وجوده راسخا، ولا يمكن تجاهله وكأنه خيال وكان أرضنا فارغة كي يعد بلفور منذ أكثر من قرن اليهود بالاستيطان فيها، وكي يعد ترامب "اسرائيل" بالقدس والأرض ويبقى شعبنا تحت الخيم".