الخليج والعالم
ماذا بعد إطاحة ترامب بأسبر؟
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرًا اعتبرت فيه أن إقدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استبدال وزير حربه "أثار المخاوف" من تسريع عملية الانسحاب الأميركي من أفغانستان، الأمر الذي سيؤدي الى تصادم بين القادة الجدد في وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) من جهة، والجنرالات الكبار وغيرهم ممن يشدد على أهمية عدم الإسراع بالانسحاب من أفغانستان من جهة اخرى.
ونقلت المجلة عن مسؤولين حاليين وسابقين في إدارة ترامب أن أحد أسباب اقدام الأخير على اقالة وزير الحرب السابق مارك إسبر هو رفض الأخير الإسراع في خفض عديد القوات الأميركية المنتشرة في البلدان الخارجية وخاصة في أفغانستان.
وأشارت المجلة الى استقالة ثلاثة مسؤولين في البنتاغون (بعد إقالة إسبر) وتعيين موالين لترامب مكانهم، مضيفة أنه يتوقع ان ينفذ "الموالون" اجندة ترامب.
ولفتت في السياق نفسه الى تعيين الجنرال الأميركي المتقاعد دوغلاس ماكجريجور بمنصب مستشار وزير الحرب الأميركي الجديد كريستوفر ميلر، منبهة الى أن ماكجريجور هو من أشدّ المنتقدين للحرب في أفغانستان.
وأضافت المجلة أن أيّة خطوة لتسريع عمليات الانسحاب ستعقد الأمور بالنسبة للرئيس المنتخب جو بايدن بعدما تعهد الأخير بإبقاء عدد صغير من القوات الأميركية في أفغانستان كإجراء احترازي لمنع حدوث الهجمات الإرهابية.
وتحدثت المجلة ايضاً عن تزايد المخاوف داخل أجهزة الامن القومي الأميركي من ان التعيينات الجديدة تأتي تمهيداً لتحولات في السياسة المتبعة، مثل شن عمليات عسكرية في الخارج وايضاً في داخل اميركا.
المجلة نقلت عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين ترجيحهم أن الخطوات التي أقدم عليها ترامب مؤخرًا تتعلق بمكافأة الحلفاء ومعاقبة من عارض أجندته أكثر ممّا تعود الى تغيرات في التوجهات السياسية.
وفي المقابل، نقلت المجلة عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين آخرين تخوفهم من أن ترامب يخطط لإجراء تغييرات كبيرة في السياسات المتبعة، ومن انه يريد شخصيات موالية له من اجل تنفيذ مثل هذه السياسات.
وقالت إن تعيين ماكجريجور وغيره يشير الى عملية انسحاب سريعة، وذلك كون هذه الشخصيات هي من اشد المنتقدين للحرب في أفغانستان.
كما نقلت مجلة "بوليتيكو" عن مسؤول سابق في إدارة ترامب أن هناك مخاوف كبيرة من ان الأخير قام بهذه التعيينات لأنه يريد القيام بعمل عسكري ما والحصول على الضوء الأخضر ممن يعملون لديه، كذلك تحدثت عن مخاوف لدى البنتاغون من إقدام ترامب على التلويح باستخدام الجنود الاميركيين من أجل قمع أية اضطرابات قد تشهدها الولايات المتحدة على خلفية الانتخابات الرئاسية، او من اجل منع عملية انتقال السلطة الى بايدن.