الخليج والعالم
ليبيا: خارطة طريق مبدئية لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية
تونس-روعة قاسم
اتفق المشاركون في ملتقى الحوار الليبي المنعقد في تونس على اتفاق مبدئي لتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرًا، الأمر الذي زاد من آمال وتطلعات الليبيين بإمكانية إيجاد تسوية عاجلة وإغلاق صفحة الحرب الأليمة التي أنهكت بلادهم وكلّفتهم فاتورة باهظة من ممتلكاتهم وأرزاقهم ودمائهم.
وقد أكدت رئيسة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز أن الممثلين القادمين من مختلف أنحاء ليبيا "توصّلوا إلى خارطة طريق مبدئية لإنهاء الفترة الانتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرّة، نزيهة، شاملة، وذات مصداقية". وبذلك يكون المجتمعون قد حققوا أول خطوة على طريق التسوية الصعبة.
ولكن السؤال اليوم الذي يطرح نفسه هو عن مدى التزام الليبيين بمخرجات الحوار الليبي الجديد؛ فالإشكاليات التي رافقت مختلف مسارات التسوية التي جرت سابقًا لم تكن تتعلق بالمخرجات والتوافق بشأنها بقدر ما كان الأمر يتعلق بقدرة الليبيين وفرقاء الصراع على الالتزام بتعهداتهم، فكم من مرة يتمّ خلالها خرق الاتفاقات ومعارضتها مجددًا، من قبل بعض الأطراف، مما يعيد المفاوضات الى نقطة الصفر.
لقد تحقق مسارٌ طويلٌ من المباحثات من جنيف وباريس وباليرمو وبرلين، وكذلك اللقاءات التي احتضنتها دول الجوار الليبي مثل تونس والجزائر ومصر والمغرب، لكنها لم تؤدِ الى وقف النزيف الليبي الحاصل منذ سنوات دوت توقف، فما الذي سيضمن هذه المرة تنفيذ مخرجات الحوار الليبي في تونس؟
في هذا السياق، أكد الناشط الحقوقي الليبي والأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان -فرع ليبيا عبد المنعم الحر لموقع "العهد الإخباري" أن الضمانة الأهم لنجاح المسار السلمي هي تعميق الحوار ليصل إلى القواعد الاجتماعية المتنوعة التي يتكوّن منها النسيج الليبي الحقيقي.
وأضاف الحرّ:"علينا الإقرار بأن الكثيرين ممن لهم بروز إعلامي وسياسي ليس لهم في الواقع أي وزن شعبي أو وطني يُذكر، ولا يرجعون في مواقفهم السياسية إلى أي قواعد شعبية ذات شأن، بإمكاننا تلمس بعض الصعوبات الحالية التي قد تعترض سبيل الحوار وتخمين بعض الصعوبات التي قد تبرز لاحقا".
وتابع الحر:"هناك شريحة مهمة من 'الصقور' في كلا الطرفين لا ترتاح لهذا التحول السلمي في طبيعة الصراع، ويرى جزء من هذه الشريحة أنه سيقع بالنتيجة ضحية للسلام! ومن المفارقات في هذه الحياة أن تكون الأجواء العدائية والحرب وكل ما يصاحبها من صخب وعداء وموت ودمار هي ما يمثل طوق الخلاص والمستراح الآمن للبعض من بني البشر".
وأضاف:"هم بالطبع سيسعون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى عرقلة أي مسار تفاوضي سلمي مما سيمثل تحديًا مهمًا أمام النجاح المأمول للحوار الليبي الحالي".
ومن الصعوبات التي تعرقل أية تسوية -بحسب محدثنا - هو انتشار السلاح، إضافة الى الجراح الغائرة التي سببها النزاع، والمشاكل الخطيرة التي تراكمت من مرحلة إلى أخرى دون أن تحظى بأية معالجة حقيقية، وأيضًا هناك غياب أو اعتراض من بعض الأطراف التي ترى أن لها وزنًا سياسيًا مهمًا لم يتم تمثيله كما ينبغي في الحوار.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024