الخليج والعالم
الخارجية الإيرانية: لا يمكن شراء الأمن في المنطقة
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن "الاتفاق النووي كان نتيجة حوار مطول بين إيران و5 دول لها عضوية دائمة في مجلس الامن وليس بين إيران واميركا التي خرجت منه"، مضيفا أن "على اميركا تحمل التبعات القانونية لخروجها من الاتفاق النووي".
خطيب زاده تحدث في مؤتمر صحافي عقده اليوم الإثنين عن رد فعل إيران على شروط الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن بشأن الاتفاق النووي، وقال: "تم خلال الايام الماضية الحديث كثيرا عن الانتخابات الأمريكية.. بداية، لا يهم من هو المستشار أو ما يقوله.. نحن لا نعتبر ذلك شروطًا، وما تعلنه مراكز الفكر ليس أساسا للحكم، ما قلته أنا ووزير الخارجية وإيران هو أن الاتفاق النووي هو نتاج محادثات بين إيران ودول أخرى.. تلك التصريحات هي علامة على التفكير الساذج".
وتابع أن "إيران أكدت مرارا أن الاتفاق النووي أصبح شيئًا من الماضي ولا يمكن فتحه أو إعادة مناقشته.. لقد تسببت الولايات المتحدة في الكثير من الضرر في انتهاكها لقرارات مجلس الأمن. من الطبيعي أن تكون إيران في موقع المطالب".
واعتبر خطيب زاده أن "دولة متمردة انسحبت من قرار دولي ومن الاتفاق النووي، من الطبيعي أنه يتم إلحاق أضرار جسيمة بالشعب الإيراني"، مشيرا إلى ان "أي حكومة تريد تغيير مسارها يجب أن تنتبه للحقائق".
وشدد على أن إيران "ستوظف كل طاقتها في خدمة مصالحها الوطنية.. لقد تغلبنا على العديد من العقبات خلال السنوات القليلة الماضية ووصلنا إلى أبعاد جيدة جدا في الإنتاج، وسنتابع التنويع في التجارة الخارجية أيضًا".
وأضاف ان "إيران كانت تعرف منذ اليوم الأول واطلعت جميع جيرانها، لكن للأسف، هناك عدد قليل من الدول المجاورة التي تحاول شراء الأسلحة بدلاً من الاعتماد على شعوبها، تسعى الى تأمين القوة من خلال الضغط في عواصم أخرى".
وحول العلاقات الإيرانية الأمريكية، قال خطيب زاده إن "إدارة ترامب اتجهت خلال السنوات القليلة الماضية في اتجاه خاطئ ... لا يزال هناك فرصة أمام واشنطن لتبتعد عن الدجالين والمفلسين الذين يقومون بتقديم الاستشارات للحكومة الأمريكية، الدجالين الذين سيذهبون إلى مزبلة التاريخ"، موضحا أنه "لن يحدث اي حدث، ما لم تتحقق ثلاثة تغييرات مهمة، أولا، التغيير في تفكير وعقلية صناع القرار، ثانياً التغيير في نوع الخطاب مع الشعب الإيراني العظيم، ثالثاً اتخاذ إجراءات لازمة والعودة من المسار الخطأ والتعويض عن الاجراءات الخاطئة".
واضاف أن إيران "لا تعير أهمية للحصانة التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي ومرتكبو عملية الاغتيال الجبانة للشهيد القائد قاسم سليماني، إذ سيتم ملاحقتهم ومحاكمتهم ويجب تقديمهم للعدالة ومحاسبتهم على هذا الاغتيال.. كما لدينا تعاون وثيق مع العراق في هذا الصدد".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران على علاقة بفريق بايدن أم لا، قال خطيب زاده: "لا، في الأساس لسنا على اتصال مع أي شخص بشأن القضايا الاخرى غير المتعلقة بالاتفاق النووي، خاصة أن هذه الحكومة لم تصل بعد إلى السلطة في أمريكا، وبعد وصولها إلى السلطة سنقوم باتخاذ القرارات بناء على الظروف الجديدة"، مضيفا أن "هذه هي الخطوات المهمة أما التصريحات والآراء والتكهنات فليست مهمة".
وأكد أن "سياسة ايران لا تتغير بتغير الأشخاص، إن ذهاب ترامب قد يدفع جيراننا إلى إدراك أنهم لن يتمكنوا من ممارسة الضغط وشراء الأسلحة وشراء الأمن، عليهم الوصول بسرعة إلى منطق أنه من الأفضل تحقيق آلية محلية"، لافتا إلى أن "إيران مستعدة دائماً لمساعدة جيرانها بحيث يمكنها المساعدة حتى يصلوا الى هذه الحقائق في أقرب وقت".