معركة أولي البأس

الخليج والعالم

06/11/2020

"المسار الفلسطيني البديل".. مؤتمر عربي يعيد توجيه البوصلة نحو المقاومة

تونس – روعة قاسم

أعلن عدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية والعربية عن إطلاق "المسار الفلسطيني البديل"، وهو مؤتمر سيعقد في العاصمة الاسبانية مدريد نهاية تشرين الأول/نوفمبر العام المقبل 2021، كبديل عن مؤتمر مدريد وما تمخض عنه من مسار انهزامي انكساري لم يجن إلا الخيبات.

التحضيرات والاستعداد بدأت من أجل عقد المؤتمر تحت شعار "المَسار الفلسطيني البَديل"، وجاء الإعلان عن هذا المسار بالتزامن مع مرور 30 عامًا على مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في العام 1991،  وفي الذكرى الـ 103 لوعد بلفور المشؤوم.

وقد أكد القائمون على هذا النشاط، أنه يسعى إلى "اطلاق أكبر حراك شعبي فلسطيني وعربي يَقطع قيود المرحلة السابقة مع نهج مدريد – اوسلو، ويؤسِّس لمرحلة جديدة، من خلال المشاركة الجماهيرية الواسعة في "مؤتمر المسار الفلسطيني البديل" مؤتمر كل فلسطين، كل الشعب وكل الحقوق، مُؤتمر البَديل الوطنيّ".

وشدد عضو اللجنة التحضيرية لـ"المسار الفلسطيني البديل" عابد الزريعي في حديث لموقع "العهد" الإخباري، على أن "الإعلان عن المسار الفلسطيني البديل يوم 2 تشرين ثاني/نوفمبر 2020 جاء في لحظة تقاطع بين مناسبات تاريخية تتجلى في الذكرى 103 لوعد بلفور، والذكرى التاسعة والعشرين لانعقاد مؤتمر مدريد للسلام، ووقائع سياسية حاضرة وشاخصة للعيان تتبدى في موجة التطبيع الزاحفة التي يتجسد من خلالها تموضع إسرائيلي جديد في العديد من البلدان العربية، وفي تقدم مشاريع تصفية القضية الفلسطينية بشكل ينذر بالخطر الحقيقي على مستقبل القضية الفلسطينية".

وقال الزريعي إن "كل هذه التطورات الخطيرة تطرح أسئلة عديدة عن المقاصد والدلالات السياسية التي حملها هذا الإعلان، الذي لم يكن مفاجئًا إذا وضعنا في الاعتبار حالة الاشتباك الفلسطيني العامة مع سؤال المصير، ذلك الاشتباك الذي تتبدى معالمه في كل تجمع فلسطيني كبيرًا كان او صغيرًا، في الوطن وفي مختلف بلدان الشتات".

وينص البند الرابع في وثيقة الأسس النضالية التي طرحتها اللجنة التحضيرية للمسار على أن"الشعب الفلسطينيّ، في مسيرته النضاليّة من أجل تحرير أرضه والعودة إليها وتقرير مصيره عليها، تنظّم في إطار منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وحدّد أهدافَه ووسائلَ نضاله في الميثاق الوطنيّ المُقَرّ في الدورة الرابعة للمجلس الوطنيّ (القاهرة 17 تموز/تموز 1968).. وأيُّ تعديل على هذا الميثاق يمسّ التحريرَ الكاملَ والعودةَ الكاملةَ يُعتبر باطلًا ولاغيًا ومرفوضًا".

ورأى الزريعي أن "هذا النص يؤكد ان المسار الفلسطيني البديل، ليس بديلا لأية بنى فلسطينية قائمة، لكنه في جوهره بديل لمسار سياسي اختارته البنى المتنفذة، تجلت معالمه بشكل لا يخفى على أحد بعد مؤتمر مدريد وتجسد بشكل أكثر وضوحًا في اتفاق أوسلو، وما ترتب على ذلك من خيارات وممارسات سياسية وصلت في اللحظة الراهنة الى طريق مسدود"، وقال: "مع ذلك ما زال أصحابها يصرون على صلاحيتها السياسية.. وبالنتيجة فإن المسار يمثل عودة للثوابت الوطنية على مستوى الأهداف واليات تحقيقها كما هو وارد في الميثاق الوطني الفلسطيني بصيغته المقرة في الدورة الرابعة للمجلس الوطني".

وأضاف الزريعي أن "المسار الفلسطيني البديل هو دعوة لورشة عمل وطنية تفتح المجال لأوسع حوار جماعي وتفاعلي داخل كل تجمعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وبمختلف شرائحه الاجتماعية والمهنية، في سياق التحضير لعقد مؤتمر موسع في 1 تشرين ثاني/نوفمبر2021 الموافق للذكرى الثلاثين لانعقاد مؤتمر مدريد، لإعلان القطيعة مع مسار التنازل والتسوية الذي اختطه اتفاق أوسلو".

حضور عربي

وحول الدور العربي في هذا المؤتمر، أوضح الزريعي أن "مؤتمر مدريد كان في تركيبته عربيًا ودوليًا حيث جاء التمثيل الفلسطيني متسللًا تحت عباءة الوفد الأردني، إلا أن الصيغة المقترحة تفتح الباب لحضور عربي ممثل لحركة التحرر العربية، ودولي ممثل للقوى المساندة لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، لإعلان مرحلة نضالية جديدة تجسد الالتفاف والدعم والاسناد لنضال الشعب الفلسطيني، بوصفه طليعةً متقدّمةً لحركة التحرر العربيّة في النضال ضدّ الأطماع الإمبرياليّة والصهيونية، كما ورد في البند التاسع من وثيقة الأسس النضالية، التي أدت إلى مسألتين لهما أهمية قصوى، أولاهما اعتبار ان كلّ الاتفاقيات والتفاهمات والتسويات منذ مؤتمر مدريد (1991) باطلة ولاغية ومرفوضة".

وأضاف أن "أي مشروع فلسطينيّ لا يكتسب شرعيته إلّا إذا التزم بالثوابت الآتية: أولاً، فلسطين الوحدة الواحدة. وثانيًا، عودة اللاجئين والمهجّرين إلى ديارهم الأصلية، واستعادة ممتلكاتهم وتعويضهم ممّا فقدوه".

وختم الزريعي قائلا "على ضوء ذلك فإن اعلان المسار الفلسطيني البديل جاء كرسالة قطيعة مع كل المشاريع والخيارات التي تنال من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وإعادة ربط العرب مع الثوابت الوطنية الفلسطينية، التي تشكل قاعدة صلبة وموثوقة للالتقاء من أجل انطلاقه نضالية جديدة ومظفرة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم