الخليج والعالم
إدارة ترامب فاشلة صحيًا
شكَّل إعلان إصابة عددٍ من مساعدي نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بفيروس كورونا، صفعةً قويةً لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قُبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، حسبما جاء في صحيفة "واشنطن بوست".
إدارة ترامب تفقد السيطرة
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ إصابة معاوني بنس بالفيروس تسلِّط الضوء على فشل الإدارة الأمريكية في احتواء الوباء، حيث ارتفعت حالات المصابين في الولايات المتحدة عمومًا، فيما تأتي إصابة معاوني بنس الذي يرأس فريق عمل الإدارة الأميركية للتعامل مع وباء الكورونا، في وقتٍ أعلن ترامب فيه عن تحسُّن الوضع على صعيد انتشار الفايروس.
كما قالت الصحيفة إنَّ كبير موظفي البيت الأبيض "مارك ميدوز" اعترف بأن الإدارة الأميركية استسلمت على صعيد محاولة الحد من انتشار الوباء، مستندةً إلى مقابلةٍ مع شبكة "سي إن إن" قال فيها "ميدوز" "لن نسيطر على الوباء، سنتحكم بموضوع الحصول على اللقاحات والمداواة والطرق الأخرى للحد من الانتشار".
وتناولت الـ "واشنطن بوست" محاولة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية "جون بايدن" استغلال الوضع، إذ لفت في بيانٍ إلى أن كلام "ميدوز" لم يكن زلة لسان بل اعترافًا صريحًا بأن استراتيجية ترامب فيما يخصُّ وباء كورونا تقوم على رفع الراية البيضاء (الاستسلام) وتجاهل الموضوع.
كذلك أضافت الصحيفة أن بعض المعاونين في البيت الأبيض قالوا إنهم لا يريدون تسليط الأضواء على إصابة معاوني بنس بالفيروس، تفاديًا لتسليط الضوء على الوباء وطرح الأسئلة حول كيفية تعامل الإدارة الأميركية معه، وذلك قُبيل موعد الانتخابات الرئاسية.
كما أكَّدت الصحيفة أن إصابة معاوني بنس تؤكد غياب الإجراءات الصحية الوقائية في البيت الأبيض، وفي مناسبات الحملة الانتخابية لكل من ترامب وبنس.
كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤوليْن اثنيْن أن "ميدوز" حاول إخفاء المعلومات حول إصابة معاوني بنس بالفايروس، وعارض قيام مكتب بنس بالكشف عن هذه المعلومات.
"ترامب" شبيه "تابو إيمبيكي"
من جهته، قال الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" نيكولاس كرستوف إن خبراء الصحة يصفون ترامب بأنه النموذج الأميركي لرئيس جنوب افريقيا الأسبق "تابو إيمبيكي".
واعتبر الكاتب أن أحد أسوأ إخفاقات القيادة التي شهدها العالم في التاريخ المعاصر تمثّل بانتشار مرض الايدز في جنوب افريقيا في أوائل الالفين تحت حكم "إيمبيكي"، وأن الأخير تصرف بازدراء حيال النصائح العملية وتبنى نظريات المؤامرة ورفض العلاجات التي تنقذ الأرواح.
وشبّه كرستوف تعاطي ترامب مع فايروس الكورونا بتعاطي إيمبيكي مع مرض الإيدز، فنكران الأخير تسبّب بوفاة حوالي 330 ألف شخصٍ بحسب دراسة لجامعة "هارفرد"، فيما وصل عدد الوفيات في الولايات المتحدة نتيجة الوباء الى أكثر من 200 ألف.
ونقل عن العالم في مجال الأوبئة "لاري بريليانت" أن تعامل ترامب مع وباء كورونا فشلٌ قيادي ذريع، وقال إن عدد الوفيات في الولايات المتحدة نتيجة الوباء ما كان ليتخطّى الـ50 ألف لولا عدم الكفاءة، معتبرًا أن الوباء سيشكل الفشل الأكبر في تاريخ أميركا على صعيد الحكم من حيث التأثير على حياة الأميركيين والثروة الأميركية و"سلامة" أميركا.
كذلك أشار الى أن عدد الوفيات الأميركية كل عشرة أيام نتيجة الفيروس يفوق عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا على مدار 19 عامًا في العراق وأفغانستان، مستشهدًا بتقديرات خبراءٍ اقتصاديين تشير الى أن الكلفة الاقتصادية التي ستدفعها الولايات المتحدة بسبب الوباء ستصل الى 16 ترليون دولار.
وأورد "كرستوف" في مقاله كلامًا لأستاذ الصحة العالمية في جامعة "edinburgh" "ديفي شريدار" جاء فيه أن الرئاسة الأميركية تحولت من "البطل" الى "أضحوكة العالم" في المجال الصحي، لافتًا إلى أن "سيراليون" (البلد الواقع في غرب أفريقيا) كان لها فحوصات "فاعلة" لفايروس الكورونا قبل الولايات المتحدة.