موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

الخليج والعالم

هل يستطيع أردوغان تنفيذ تهديداته الأخيرة في شمال سوريا؟
07/10/2020

هل يستطيع أردوغان تنفيذ تهديداته الأخيرة في شمال سوريا؟

دمشق - علي حسن

هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا في بداية الأسبوع الجاري، بالقيام بعمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا ضد قوات "قسد"، والأخيرة استنفرت على أثر هذه التهديدات ودعت موسكو وواشنطن الى اتخاذ مواقف جدية من تهديداته، فهل هو قادرٌ فعلًا على التورط أكثر في سوريا أم أنه عاجر على فعل ما يقول؟
 
الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة قال لموقع "العهد الإخباري": "مما لا شك فيه أن أي عملية عسكرية تركية، سواء كانت جديدة أم توسيعا لعملية قديمة، تحمل في طيّاتها مروحة من المخاطر التي تهدد تركيا بأن تتورط أكثر في المستنقع السوري، وأن تصطدم بحسابات إقليمية ودولية لم تتقن التعامل معها".

وأضاف: "من الواضح أن ملفات الاستنزاف السياسي والعسكري بدأت تتزايد وتتشعب وتتسبب لأردوغان بالصداع، فهو ورّط تركيا في سوريا باحتضان مجموعات ارهابية متقاتلة فيما بينها، وعبر الغزو المباشر أيضًا، وتورط إلى حد ليس بالقليل في الصراع الليبي حيث حلفاؤه يتصارعون، وفتح جبهة للصراع أيضاً مع اليونان، واستدرج إليه العداء الفرنسي والعقوبات الاوروبية، وبات أيضاً في موقع العداء العلني مع مصر والسعودية والإمارات، ويفتح اليوم ساحة جديدة للتورط التركي في القوقاز، عبر تدخله السافر في نزاع ناغورنو كراباخ، ولذلك فإن تصريحاته حول توسيع تورطه السابق في إطار ما أطلق عليه عملية "نبع السلام" ليست إلا تهديداً بتوسيع المأزق التركي على الصعيد الإقليمي، وهو تهديد لتركيا عملياً بإغراقها في مستنقع جديد، فكلما اتسع نطاق تورط أردوغان جغرافياً، فهذا يعني استنزاف تركيا سياسياً ومالياً وعسكرياً، وزيادة حجم العداء للدور التركي الاقليمي القائم على سياسة العدوان ودعم الارهاب".

وأكد دنورة لـ"العهد" أنّه " فيما يتعلق بملف الشمال الشرقي السوري لا يخاطر أردوغان بالغرق في الوحل السوري أكثر فأكثر وحسب، بل هو عملياً يخاطر بالاصطدام بالحسابات الأمريكية والروسية في المنطقة، وبالعموم فإن التهديدات التركية، وبغض النظر عن مصداقيتها التي تراجعت باطراد نتيجة تآكل الردع التركي، فهي تهدد بوضع الالتزام الامريكي تجاه قسد على المحك، فإما أن تتراجع الولايات المتحدة عن دعم قسد تاركةً مهمة ردع تركيا لموسكو، وبالتالي تجد قسد ومسد نفسيهما في ممر إجباري يؤدي الى دمشق، أو أن يتراجع أردوغان، ويخاطر بالأمن الاستراتيجي والوطني التركي على خلفية تعزيز النزعات الانفصالية في جنوب شرق تركيا، واستمرار الاستنزاف عبر العمليات التي يعجز الجيش التركي عن ضبطها في المنطقة ذاتها".

وختم الدنورة حديثه لـ"العهد" الإخباري بالقول إنّ "التركي سيستمر في دفع ثمن مساعيه السابقة والمستمرة لنشر الفوضى في سورية، ما دام عاجزًا أو غير راغب بالاقتناع بأن الصيغة الوحيدة لضمان الأمن والاستقرار لتركيا هي صيغة الأمن الإقليمي الجماعي".

الارهابقسد

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة