الخليج والعالم
واشنطن تتفاوض مع "طالبان" لتجنّب "الهزيمة المذلّة"
قال الباحث البريطاني "أناتول ليفين" إن المفاوضات التي تجريها ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع حركة "طالبان" الأفغانية تصب بمصلحة واشنطن على صعيد "هيبتها"، معتبرًا أن المفاوضات تُجنّب أميركا الهزيمة "المذلة" التي "ستقوض احترام قوّتها وتشجع أعداءها في اماكن أخرى".
وفي مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، رأى الكاتب أن الانسحاب من دون التفاوض مع طالبان قد يؤدي الى حرب أهلية من شأنها أن تؤدي الى تدفق اللاجئين الافغان الى اوروبا.
واشار "ليفين" الى أن منع حدوث ذلك يتطلب الاتفاق وتقديم التنازلات لتركيا وايران، مضيفًا أن ذلك سيقوض موقع اميركا الجيوسياسي بالشرق الاوسط.
وسأل الكاتب "ما اذا كان يمكن التوصل الى اتفاق بين الدولة الافغانية وحركة "طالبان" حول حكم البلاد"، كما طرح سؤالًا آخر وهو "ما اذا كان من الممكن أن يستمر مثل هكذا اتفاق لتتمكّن الولايات المتحدة من الانسحاب من دون التعرّض للإذلال" ".
واعتبر الباحث البريطاني "أناتول ليفين" أنه من شبه المستحيل أن توافق الحكومة الافغانية على مشاركة السلطة مع "طالبان"، وقال إن "كبح سلوك طالبان" بعد الانسحاب الاميركي لن يكون مهمة الولايات المتحدة بل الدول المجاورة لافغانستان مثل باكستان وايران والصين وروسيا والهند، مشددًا على اهمية ادخال هؤلاء اللاعبين بما اسماه "عملية السلام".
ولفت الكاتب الى أن علاقات اميركا مع كل من روسيا والصين سيئة جدًا، متحدّثًا عن الحاجة للصين كي تؤثّر على باكستان بغية منع "إسلامباد" من السعي لاستخدام أفغانستان كقاعدة للإرهاب ضد الهند، مقابل أن تتخلّى الولايات المتحدة عن فكرة إنشاء قواعد عسكرية طويلة الامد بأفغانستان، خاصة أن كلًا من الصين وروسيا وايران ترى أن هذه القواعد يمكن أن تستخدم ضدها.