الخليج والعالم
مناظرة ترامب وبايدن: تلاسنٌ وإهانات ومهاترات بالجملة
شهدت المناظرة بين المرشحين للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجو بايدن يوم أمس الثلاثاء، تلاسنا عنيفا وإهانات شخصية خرجت عن الموضوعات المحددة سلفا، مما دفع بمدير المناظرة إلى مقاطعة الطرفين لأكثر من مرة.
ومنذ اللحظة الأولى للمناظرة، بدأ السجال بين المرشحين بشأن ترشيح قاضية للمنصب الشاغر في المحكمة العليا الأمريكية، إذ رأى بايدن أنه يجب الانتظار حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية، بينما يرى ترامب أنه حق أصيل له.
ودافع المرشح الجمهوري عن تحركه السريع لمحاولة ملء مقعد في المحكمة العليا الأميركية في بداية المناظرة، قائلا إن "الانتخابات لها عواقب، وإن لديها الحق رغم اعتراضات الديمقراطيين"، إلا أن المرشح الديمقراطي قال إن "مقعد الراحلة روث بادر جينسبرغ، يجب شغله بعد انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، عندما يتضح من سيكون الرئيس".
وقال بايدن: "يجب أن ننتظر ونرى نتيجة هذه الانتخابات"، معتبرا أن تحرك ترامب السريع لشغل المقعد جاء بهدف تعزيز الأغلبية المحافظة في المحكمة.
اتهامات على المستوى الشخصي
وتبادل الرجلان الاتهامات الشخصية وسط أجواء سادها توتر شديد ومقاطعة أحدهما للآخر، إذ بدا التوتر واضحًا منذ الدقائق الأولى للمناظرة، وقاطع الطرفان بعضهما البعض بشكل متكرر، مما دفع بايدن إلى مخاطبة ترامب قائلاً : "هلا تصمت يا رجل"!.
ووصف المرشح الديمقراطي الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية بأنه "كذاب" و"مهرج"، مضيفا إنّ "كلّ ما يقوله حتى الآن كذب.. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه.. الكلّ يعلم أنه كذاب".
وتابع بايدن أنه "من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص".
ترامب: بايدن دمية في يد اليسار الراديكالي
وتابع بايدن هجومه الحاد مخاطبا ترامب: "أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة"، في المقابل اتهم ترامب منافسه الديمقراطي بالافتقار إلى الذكاء، وبأنه دمية في يد "اليسار الراديكالي".
بايدن: الكل يعرف أن ترامب كاذب
وبشأن النظام الصحي للرئيس السابق أوباما، قال ترامب إن "نظام أوباما كير الصحي لم يكن نظاما جيدا وقمنا بإصلاحه"، ليرد عليه بايدن قائلا: "ترامب ليس لديه أي خطة لدعم الشعب في المجال الطبي.. إنه يقول الكذب... الكل يعرف أنه كاذب".
أما في قضية مكافحة فيروس "كورونا" في الولايات المتحدة، فقد هاجم بايدن بشدة الرئيس الأمريكي ترامب، واصفا إياه بأنه لا يكترث بالمواطنين، وأنه أخبر الشعب الهرطقات لا الحقائق التي تستند إلى المعلومات الطبية الصحيحة.
واستشهد بايدن بقول ترامب السابق إن المواطنين يجب أن يحقنوا أنفسهم بالمنظفات، ليرد عليه ترامب إنها كانت مجرد مزحة.
بايدن: أرجوكم أسكتوا هذا الرجل!
ترامب لم يترك بايدن يهاجمه دون أن يتندر عليه، ليقول له: "ليس هناك أي شيء ذكي فيك"، ويرد بايدن قائلا: "أرجوكم أسكتوا هذا الرجل".
وبالنسبة للاقتصاد الأمريكي قال ترامب: "بنينا أعظم اقتصاد في التاريخ وأغلقناه نتيجة جائحة الصين"، ليرد عليه بايدن قائلا: "الرئيس الأمريكي لا ينوي تحسين الاقتصاد".
وتطرقت المناظرة إلى التقارير الصحفية التي تتهم ترامب بأنه لم يدفع خلال 10 سنوات سوى 750 دولارًا ضرائب للدخل، فأجاب ترامب أنه "دفع الملايين خلال تلك الفترة، وأنه لن يكشف شيئا حتى يتم انتهاء التحقيق في ذلك".
بايدن بدوره ضاعف الهجوم على ترامب واصفا إياه بأنه "الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة"، مضيفا إن "الأثرياء لا يدفعون الضرائب بدليل دفعه 750 دولارا فقط.. إنه استغل قانون الضرائب لصالحه وسألغي قانون الاستقطاعات الضريبية".
ترامب: ابن بايدن حصل على 3 ملايين من موسكو
وحاول ترامب تصعيد الهجوم على بايدن، وقال إن "ابن بايدن حصل على 3 ملايين من موسكو"، ليرد نائب الرئيس السابق بالنفي ويصف ترامب بـ "المهرج".
وأضاف بايدن إن "ما يهم ليس الحديث عن عائلتي أو عائلة ترامب وإنما التركيز على ما يهم الشعب الأمريكي".
وبخصوص مسألة الأعراق والعنف الذي حدث في الفترة الماضية في الولايات المتحدة، اتهم بايدن ترامب بتعميق الانقسام بين الأمريكيين، وأنه (بايدن) ترشح للرئاسة الأمريكية من أجل إنهاء الانقسام في البلاد.
وأضاف بايدن إن "ترامب استخدم الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين أمام البيت الأبيض، فقط من أجل التقاط الصور أمام الكنيسة".
ورد ترامب على أقوال بايدن قائلا إن "الاحتجاجات العرقية لم تكن سلمية.. والولايات التي يديرها الديمقراطيون شهدت أعمال عنف"، وصعد هجومه متهما بايدن بأنه دمية في يد "اليسار الراديكالي".
وهاجم بايدن ترامب قائلا: "الرئيس جعل الأمريكيين أكثر فقرا وضعفا وانقساما"، ليرد عليه ترامب: "لا رئيس حقق ما تمكنت من تحقيقه خلال ثلاث سنوات ونصف السنة".
هذا ولم يتصافح ترامب وبايدن، ولم يضع أي منهما الكمامة في بداية المناظرة الأولى بينهما، مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس "كورونا".
تظاهرات أمام قاعة المناظرة في كليفلاند
وفي سياق متصل، نظمت مجموعات "حياة السود مهمّة" مسيرة في كليفلاند أمام قاعة المناظرة الرئاسية، رافعين شعارات مناهضة للعنصرية ومرددين هتافات رافضة لسياسات إدارة ترامب ولإعادة انتخابه.
وحملت مجموعة من المتظاهرين في محيط مكان انعقاد المناظرة الأولى، لافتات كتب عليها "بايدن هاريس" و"عد إلى المنزل تشيتو مان" في إشارة إلى ترامب.
واعتقلت شرطة كليفلاند 4 أشخاص خلال المسيرة، وقال مسؤولو الشرطة إنه لم تقع حوادث كبيرة لأن "التظاهرات ظلت سلمية والحضور بقوا في الغالب قانونيين".