الخليج والعالم
تونسيون يُطالبون بإعادة العلاقات مع سوريا وكسر الحصار
تونس - روعة قاسم
تحت شعار "التونسيون يطالبون رئيس الجمهورية بكسر الحصار على سوريا وإعادة العلاقات معها"، شارك مئات التونسيين، مساء السبت، في وقفة تضامنية مع سوريا في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، بدعوة من التنسيقية التونسية لكسر الحصار على سوريا، وبمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني مثل الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية، إضافة للعديد من النشطاء الحقوقيين والنقابيين التونسيين وبرلمانيين.
طوال ساعتين، رفرف العلم الوطني السوري وتعالت أصوات المشاركين المطالبين بكسر الحصار. وأهم الشعارات التي رفعت "عاش الجيش العربي السوري، النصر لسوريا، والنصر للمقاومة، وإعادة العلاقات مع سوريا واجب وطني وقومي"، كما تخلل الوقفة التضامنية قصائد شعرية تضامنية مع سوريا إضافة لعرض فيلم وثائقي عن سوريا قبل وبعد الحرب إضافة إلى مداخلات المنظمين.
تحية إجلال لسوريا الأبيّة
ووجّه المشاركون تحية إكبار وإجلال للشعب السوري الصامد في وجه المؤامرة الصهيونية الأمريكية ضده، وأكد رئيس التنسيقية الوطنية لكسر الحصار، أحمد الكحلاوي، في كلمته "أن لدينا دينًا على أعناقنا نحن التونسيين وهو الإطاحة بالمؤامرة التي استهدفت سوريا"، مضيفا "سوريا صامدة ما دام فيها جيش وطني أبيّ وشعب وفيّ ورئيس مخلص قومي محافظ على عروبته، وعاشت سوريا وعاش الرئيس بشار الأسد، هذا الرجل الوطني الأبي الذي قاد سوريا نحو الانتصار".
وأكد النائب التونسي زهير مخلوف في تصريح لموقع "العهد" الإخباري" إنها "ليست المرة الأولى التي يتنادى فيها التونسيون إلى فك الحصار عن سوريا وإعادة العلاقة مع الدولة السورية، باعتبار أن الشعب التونسي منذ الثورة كان يؤمن بأن سوريا هي الدولة التي تدعم القضية الفلسطينية، وإن المؤامرة التي حيكت ضدها هي مؤامرة من أجل إسقاط نظام ودولة وتقسيم الجغرافيا السورية، لذلك يتنادى التونسيون الآن من أجل الدفع باتجاه إعادة العلاقة مع سوريا وفك الحصار المفروض على الشعب السوري، خاصة أن بعض الدواعش التكفيريين الذين تنادوا إلى دعم المؤامرة السورية قد أضروا بالدولة الشعب والنظام".
مخلوف أضاف "ولعله من باب رد الجميل أن يتنادى التونسيون لمطالبة السلطة التونسية من أجل إعادة العلاقة وفك الحصار هذا أولا، أما ثانيا فنعتقد بأن الشعب التونسي -وهو ينبض دما وشموخا- يتنادى أيضا لدعم القضية الفلسطينية التي دعمها النظام السوري، لذلك التحمت القضية السورية بالقضية الفلسطينية.. ولعله من الأجدى اليوم للدفاع عن القضية الفلسطينية أن ندافع عمن يدافع عن فلسطين والذي لم يبخل يوما عن مساندته ودفاعه عن المقاومة الفلسطينية أي النظام السوري.. لذلك نحن أمام قضية وموقف وإرادة تونسية من أجل دعم السلطة السورية وفك الحصار عنها".
حراك متواصل
أما خليل الرقيق، الإعلامي والناشط التونسي، فأكد لـ "العهد" أن هذا الحراك يتواصل منذ أربع سنوات وتحديدا منذ أن انطلقت المساعي الشعبية والفعاليات المواطنية لرد الاعتبار للعلاقات التونسية السورية، لأن ما حصل لا يليق بالعلاقات التاريخية بين الشعبين".
وأضاف "انطلق هذا الحراك منذ تنسيقنا وذهابنا إلى دمشق كهيئة وطنية لدعم المقاومة العربية، وكذلك استقبال وفد سوري في إطار الأسبوع الثقافي السوري الذي عقد في تونس سنة 2017 وتواصل هذا الجهد وخلال الأعوام الماضية كان كل رئيس جمهورية ينتخب يعد بإعادة العلاقات مع سوريا، وهذا ما وعد به الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي قيس سعيّد".
الرقيق تابع قائلا "أثبتت سوريا أنها منتصرة على الإرهاب وأنها صاحبة قضية عادلة، فما فعلته سوريا للأمة العربية غير هيّن، لأنها قاومت نيابة عنهم الإرهاب التكفيري، وها هم الإرهابيون الذين شاركوا في ضرب سوريا، أصبحوا على حدودنا بعد أن جلبهم الأتراك كمرتزقة الى ليبيا".
التونسيون أكدوا في هذه الوقفة، كما في كل الوقفات والفعاليات التي سبقتها طوال الأعوام الماضية، أن هذا الحراك المواطني سيتواصل عبر مختلف الفعاليات للضغط على السلطة التونسية لإعادة العلاقات مع سوريا، وذلك انتصارا للجيش العربي السوري وللشعب والنظام السوري الذي صمد في وجه هذه العاصفة الكبيرة المتعددة الجنسيات.