الخليج والعالم
مصدرٌ حكومي سوري لـ"العهد": العمل العسكري قريبٌ لاستكمال التحرير في إدلب
دمشق - علي حسن
في الوقت الذي تشهد فيه أرياف إدلب الجنوبية والجنوبية الغربية توترًا متصاعدًا جراء التعزيزات التي تستقدمها الجماعات الإرهابية لخطوط التماس مع الجيش السوري، واستهداف الأخير لتلك التعزيزات بالطيران والمدفعية وإخلاء الجيش التركي لبعض النقاط، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ الحكومة السورية لا تعتمد بشكلٍ حصريٍ على الحل العسكري، وإنّ المعركة بين المعارضة والحكومة انتهت، وإنّ هناك بؤرتين ساخنتين في سوريا، إدلب حيث توجد تنظيمات متطرفة، والشرق حيث توجد قوات أميركية غير شرعية تغذي النزعات الانفصالية وتستولي على النفط.
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال بدوره إنّ التهديدات الإرهابية في إدلب لا تزال قائمة، موضحًا أنّ الوضع فيها مقلق، وأنه ينبغي لأنقرة الالتزام بما تم الاتفاق عليه في موسكو لجهة القضاء على الإرهاب، مشيرًا خلال حديثه لوكالة "إنترفاكس" الروسية أن الحديث عن القضاء التام على الإرهاب في إدلب لا زال مبكرًا.
مصدرٌ حكومي سوري مطلع على الوضع في إدلب قال لموقع "العهد الإخباري" إنّ "صيغة التوصيفات الروسية والمصلحات المستخدمة من قبل المسؤولين الروس تُشرح وتُفهم من خلال المواقف، فالحديث عن المعارك بين الحكومة والمعارضة فعليًا انتهى، وهناك تنظيمات إرهابية في ادلب لا تصنف على أنها معارضة وموجودة على لائحة الإرهاب الدولي كـ"جبهة النصرة" وباقي الفصائل التي تشكل هيئة تحرير الشام معها.. الدبلوماسيون الروس يستخدمون المصطلحات منطلقين من مجموعة معايير واضحة جدًا بما يتعلق بمحاربة الإرهاب وموضوع فصل المعارضة عن الإرهابيين وتصريح لافروف الأخير لا يفهم إلا ضمن هذا السياق".
وأضاف المصدر أن "مركز المصالحة الروسي في سوريا أفاد مؤخرًا بورود معلومات تتحدث عن تخطيط مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام لتنفيذ استفزازات كيماوية باستخدام مواد سامة في القطاع الجنوبي لإدلب بهدف اتهام الجيش، وبالتالي فالأجواء العامة تتجه نحو العمل العسكري، خصوصًا أنّ الوفد الروسي الذي زار أنقرة قبل أيام حول ملف إدلب ناقش أيضًا مسألة مهمة هي تقليل عدد النقاط التركية وسحبها لشمال الطريق الدولي الـM4، وهي بقعة العمليات المحتملة، وهذا يعني السيطرة على جل الزاوية، ومن ثم الاندفاع نحو مناطق جانبي الطريق الدولي الأخرى".
وفي ختام حديثه، لفت المصدر إلى أن "كلام لافروف عن أنّ سوريا لا تعتمد العمل العسكري بشكل حصري، يعني أنّ هناك فرصة للعمل السياسي لتحقيق الأهداف المرتبطة باستعادة السيادة السورية، وهذا أمر واضح منذ بدء العمل على ملف إدلب، لكن العمل العسكري ضرورة ملحّة لصرفه في السياسة، وهذا ما يفسّر التحشيدات المستمرة في إدلب من قبل الجيش السوري واستعداده للبدء باستكمال التحرير".