الخليج والعالم
"واشنطن بوست": المحافظون الجدد قلقون من سياسة ترامب تجاه طالبان
نشر الباحث والمؤلف الاميركي المعروف المنتمي الى معسكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة "ماكس بووت" مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" تناول فيها قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب القاضي بسحب القوات الاميركية من سوريا و"أرجحية" سحبها من افغانستان في حال اتمام الاتفاق مع حركة طالبان.
واكد الكاتب ان هزيمة داعش وطالبان لم تنتهِ على الاطلاق، لافتًا الى أن "مدير الاستخبارات الاميركية الوطنية دان كوتس قد حذر من وجود آلاف المقاتلين التابعين لداعش في سوريا والعراق، ووجود ثمانية فروع تابعة لداعش، فضلاً عما يزيد عن اثنا عشر شبكة تابعة للتنظيم الارهابي وآلاف الانصار المنتشرين حول العالم".
واشار بووت الى أن "طالبان هي بحالة افضل وتسيطر على 44% من المناطق الافغانية وما زالت توقع خسائر جسيمة بقوات الامن الافغانية"، مضيفًا أن "احد الجنرالات الافغانيين صرح بأن هناك ما يزيد عن 77 ألف مسلح طالباني يقاتلون الحكومة الافغانية"، منبهاً الى ان "هذا الرقم هو اعلى بكثير من الارقام الرسمية التي تتحدث عما بين 25 الف 35 الف مقاتل".
واعتبر كاتب المقالة أنه "في حال انسحبت الولايات المتحدة من افغانستان، فمن المرجح ان تسيطر طالبان على غالبية مناطق البلاد".
ونبّه الكاتب قائلاً: "من المحتمل أن تحاول كل من داعش والقاعدة ضرب الاراضي الاميركية"، لافتًا الى ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول أن الاستخبارات الاميركية قد حذرت من ان الانسحاب الاميركي الكامل من افغانستان قد يؤدي الى هجوم على الولايات المتحدة "في غضون عامين".
ورأى الكاتب ان "وعود طالبان حول "السلوك الجيد" هي بلا قيمة"، وداعش من جهتها لا تعطي أيّة وعود على الاطلاق".
واعتبر أنه "في حال قام ترامب بسحب القوات الاميركية من سوريا وافغانستان، فانه يكون بالتالي قد اختار ضياع التضحيات التي قام بها الجيش (الاميركي) منذ عام 2001".
وفي السياق نفسه، نشر الباحث المعروف ومن معسكر المحافظين الجدد أيضًا "ميشال روبن" مقالة على موقع "واشينغتون أكزامينر" تناول فيها الاتفاق"الذي تم التوصل اليه بين الموفد الاميركي الخاص لافغانستان زلماي خليل زاد وطالبان.
واشار الكاتب الى انه وبحسبالاتفاق هذا، ستنسحب الولايات المتحدة من افغانستان مقابل ان تضمن طالبان عدم السماح لاي جماعة ارهابية باستخدام الاراضي الافغانية لشنّ هجوم على الاراضي الاميركية.
الكاتب قال إن: "المشكلة تكمن في انه جرى التوصل الى مثل هكذا اتفاق في الماضي، لكن النتيجة كانت هجمات 11 ايلول/سبتمبر"، مضيفًا إن "مسؤولين اميركيين التقوا قادة من طالبان قبل عشرين عاماً (خلال حقبة بيل كلنتون) وتعهدوا وقتها بعدم السماح للارهابيين بان يستخدموا افغانستان كقاعدة للارهاب، وادارة كلنتون قبلت هذا الكلام وقتها، والثمن كان وقوع هجمات 11 ايلول 2001".
وعدّ الكاتب خطة خليل زاد بانها "وصفة لكارثة"، وخلص الى أن ترامب يعتقد انه يحقق وعدًا انتخابيًا بالانسحاب من افغانستان، إلّا أن ما يقدم عليه حقيقة هو تهيئة الارضية لهجوم ارهابي سيبقى يرسم إرثه لفترة طويلة بعد تركه منصبه".