الخليج والعالم
تركيا تطلق وعودا خيالية لأدواتها في إدلب
رفع النظام التركي من جرعة ومنسوب التفاؤل لدى المجموعات المسلحة التابعة له في محافظة إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي، بعد انهيارها واندحارها على الأرض ميدانيا أمام "هيئة تحرير الشام" (الاسم المستحدث لـ"جبهة النصرة")، بتقديم وعود لهم تخالف مواثيقها مع ضامني مسار "أستانا" روسيا وإيران، وتتمثل بتأسيس "برلمان" يقود إلى إقامة "إدارة ذاتية" في آخر جيب للإرهابيين بعد حل الفرع السوري لتنظيم القاعدة فيه.
ونسبت مصادر متقاطعة مقربة من حركتي "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي" أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أتراكاً وعدوا قيادات عسكرية في الحركتين خلال اجتماعات عقدت أخيراً وضمت قيادات في باقي "الجبهة الوطنية للتحرير"، بأنها ستعمل في المرحلة المقبلة لضمان استقرار إدلب وريفي حلب، بعد وضع تصور يقوم على أساس حل جميع الفصائل وفي مقدمتها "الزنكي" و"الوطنية للتحرير"، اللتان لم تعد لهما قائمة على الأرض، بالإضافة إلى حل "النصرة" لدمجهم جميعاً في جسم عسكري موحد يختلف في تركيبته عن التشكيلات القديمة المعتادة، بحيث يتسلم "فيلق الشام"، الصاعد نفوذها حديثاً في ريفي إدلب الشمالي وحلب الغربي بعد انضمام 18 فصيلا إليها، الواجهة السياسية على أن تتولى "النصرة" الواجهة العسكرية في حال قبلت تفكيك هيكلها التنظيمي الحالي.
ووصف مصدر إعلامي مقرب من النصرة لصحيفة "الوطن" السورية الخطة التركية لحكم إدلب والريفين الحلبيين، بأنها "طوباوية" وتتنافى مع واقع الحال ومناطق السيطرة على امتداد المنطقة التي تنوي وتعتزم تركيا الهيمنة عليها بعد إحكام "النصرة" قبضتها العسكرية والإدارية على مساحتها الجغرافية كاملة.
ونفى المصدر ما تروج له المجموعات المسلحة التي تدور في الفلك التركي والتسريبات التي تسوّق لها وسائل إعلام تركية، حول شكل الحكم في إدلب وجوارها، وقال: "تحرير الشام" (اي "النصرة") ليست في وارد حل نفسها أو توسيع قاعدة "الهيئة التأسيسية" لـ"الإنقاذ" بضم عناصر من باقي المجموعات المنحلة فعلياً وليست بحاجة إلى إعلان وفاتها من جديد على يد أنقرة.
ورأى خبراء عسكريون لـ"الوطن" أن التسريبات التركية عن طريق القصائل تتعارض مع تعهدات تركيا لروسيا حول "المنطقة المنزوعة السلاح" التي نص عليها اتفاق الرئيسين الروسي والتركي في 17 أيلول/سبتمبر الفائت ومع وعود أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في موسكو الأربعاء ما قبل الماضي، واشاروا أن الحل الوحيد بتطهير الجيش العربي السوري من إرهابيي "النصرة" المنزوعة السلاح ثم فرض حل غير الذي تخطط له أنقرة.