الخليج والعالم
الانتخابات الرئاسية الجزائرية: غموض حول الساكن القادم للمرادية
تونس ـ روعة قاسم
لا حديث في الجزائر إعلامياً وشعبياً هذه الأيام إلا عن الإنتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 18 أبريل نيسان 2019 والتي ستفرز خليفة للرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي تربع على عرش المرادية منذ نهاية الألفية الماضية. ولعل اللافت في هذا الإستحقاق الإنتخابي الكبير، الذي سيشهده بلد المليون شهيد، هو كثرة المرشحين من مختلف الأحزاب السياسية ومن المستقلين على حد سواء.
وسينتخب الجزائريون الرئيس التاسع منذ استقلالهم سنة 1962 وذلك إذا لم يخلف الرئيس بوتفليقة نفسه سواء بعدم الترشح لولاية جديدة أو في حال ترشح ولم يحز على غالبية الأصوات. فقد ترأس الجزائر كل من أحمد بن بلا وهواري بومدين، ورابح بيطاط بصورة مؤقتة بعد الوفاة المفاجئة لبومدين، والشاذلي بن جديد الذي استقال من منصبه، ومحمد بوضياف الذي تم اغتياله، وعلي الكافي الذي تولى رئاسة مجلس تنفيذي مؤقت في العشرية السوداء في انتظار انتخاب رئيس، واليمين زروال وعبد العزيز بوتفليقة.
أهمية إقليمية
ويرجع البعض هذا الإهتمام المتزايد محلياً ومغاربياً بالإنتخابات الرئاسية الجزائرية إلى سببين، أولهما أن الوضع في المنطقة المغاربية هش وأن الجزائر مثلت عامل استقرار في العشرية الأخيرة وصمام أمان ساعد على عدم الإنزلاق المنطقة المغاربية في الفوضى الشاملة. فليبيا غابت فيها الدولة تماما وانخرط فرقاؤها في حرب أهلية كارثية، وتونس تدفع ثمن انتقالها الديمقراطي اقتصاديا، والمغرب يتنازع حول الصحراء الغربية مع جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو، والإرهاب يتربص بالجميع.
أما ثاني أسباب الإهتمام بالإنتخابات الرئاسية الجزائرية فهو ضبابية المشهد وعدم وضوح الرؤية بشأن المرشح الأوفر حظا للوصول إلى عرش المرادية. فالرئيس بوتفليقة لم يعبر بعد عن رغبته في الترشح صراحة لخلافة نفسه وأغلب الظن أنه لن يفعل لأسباب عديدة، والمرشحون حظوظهم متساوية ولا يبدو أن من بينهم متفوقين وينطلقون بحظوظ وافرة، وحتى إن برز من بينهم من يبدو أنه الأوفر حظا فليس بالضرورة أن يكون هو الرئيس، ففي الماضي رجح الجميع أن يخلف الراحل هواري بومدين إما وزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة أو محمد صالح يحياوي فإذا بالتوقعات تخيب ويصبح الشاذلي بن جديد المجهول لدى الكثيرين رئيسا للبلاد.
المؤسسة العسكرية
ولعل من سيحظى من المرشحين بدعم المؤسسة العسكرية وبحزب جبهة التحرير الوطني (الآفلان) سيكون الأوفر حظا مثلما جرى عليه العرف والعادة، وهناك أسماء عديدة يمكن أن تحظى بهذا الدعم. ويمكن لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس أن يكون أحد هؤلاء باعتبار نشأته السياسية التي كانت في الآفلان، وباعتباره لم يسبق أن عرف عنه أي عداء للمؤسسة العسكرية أو أي خلافات ولو بسيطة مع جنرالاتها.
أما عن شكيب خليل وزير النفط الأسبق والمدير العام الأسبق للمؤسسة النفطية الجزائرية سوناطراك الذي رشحه كثر ليكون خليفة بوتفليقة خاصة بعد أن عاد إلى الجزائر وألغيت الأحكام القضائية التي كانت صادرة ضده، فإن حظوظه تتضاءل. ولم يعد يرشحه أغلب العارفين بالسياسة الجزائرية للوصول إلى المرادية.