الخليج والعالم
خيارات العشائر العربية في الشرق السوري مفتوحة
دمشق-علي حسن
يبدو أنّ العشائر السورية قد تركت الخيارات مفتوحة أمام الوضع في المناطق الشمالية الشرقية، بعدما انتهت المهلة التي أعطتها لـ"التحالف" الدولي و"قسد" لتسليم قتلة شيوخ العشائر لإدارتها، إذ بدأ الحراك الشعبي المناهض للاحتلال ولأتباعه فعلاً، وجميع مراقبي المشهد ينتظرون مآل الأمور في الأيام المقبلة.
التوتر يسود في المناطق الشمالية الشرقية لسوريا، الاحتلال الأميركي و"قسد" لم يُسلموا المنطقة للعشائر ولا حتى قتلة الشيوخ، لتبدأ مظاهرات شعبية سلمية في قرية الحصان في ريف دير الزور الشمالي الغربي ضد قسد، والأخيرة تتخوف من تمدد هذا الحراك ضدها، الأمر الذي يبدو أنه سيحدث، فأهالي قرى الكشكية والذيبان والطيانة وأبو حمام وبادية أبو خشب وجديد عكيدات يتجهزون للخروج بالتظاهرات بحسب التأكيدات الشعبية.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي السوري طارق الأحمد لموقع "العهد الإخباري" إنّه "لا يجب أن نقلل من أهمية ما يجري كما يجب ألا نبتعد كثيرًا في التوقعات أيضًا، فالواقع الحالي في الشرق السوري مُلتَبس وقد يصبح حالة انقلابية أو شبه ثورة عشائرية وهذا الأمر له مسوغاته، أهمها أنه ليس هناك حدود لتلك الإدارة الذاتية، وهي مبنية على ما فسحت به الإدارة الأميركية من مناطق للتوسع على حساب الجيش السوري، وهذا يشكل خطأً أخلاقيًا، ما يفسِر تصاعد الأمور ضد واشنطن ووصولها للحالة التي نراها اليوم".
وأضاف: "العشائر العربية تتضارب في كثير من الطروحات مع كل من المحتل الأميركي و"قسد"، وهذا الأمر سيتطور إلى ما هو أكثر من ذلك، وما يحدث اليوم هو شرارة وبداية الوصول لحافة اللاعودة وهذا الأمر لن يقتصر على قبيلة العكيدات بل سيمتد إلى العشائر الأخرى".
وتابع الأحمد: "الحلول التي كانت تقدم منذ سنوات للعشائر حين كانت تحدث اضطرابات بينها وبين "قسد" والتحالف الدولي" هي حلول مؤقتة قائمة على مصالح مؤقتة للبعض، ولكن بالمنظور الاستراتيجي لأهالي تلك المنطقة فلا مصلحة لهم باستمرار ذلك، فنفط الشرق وخيراته وقمحه تُسرق من قبل "قسد" والاحتلال الأميركي على حساب السوريين، وعندما يطول الأمر تكثر المشاكل بالنسبة لهم وهذا ما حدث ووصل الأمر إلى درجة الاستحقاقات الكبرى التي لا يمكن أن تكون هناك حلول مؤقتة لها".
الأحمد أكد أن "الملفات المطروحة اليوم في الشرق ملفات وطنية بعيدة عن المصالح الفردية أو الحالات المطلبية"، وقال "لذلك نرى التهديدات بامتداد التظاهر السلمي من قبل الأهالي ضد "قسد" و"التحالف الدولي" إلى باقي المناطق وهذا الأمر أصبح موجودًا على الأرض وكل المؤشرات تدل على أنّ المسألة تتصاعد".
وختم الأحمد حديثه لـ"العهد" الإخباري بالقول إنّ "الأميركي لا يظهر التمسك الكبير بالمنطقة، فليس لديه خطة استراتيجية واضحة في منطقة شمال شرق سوريا ووجوده فيها يختلف عن وجوده الضخم في العراق وبالتالي هذا الأمر يقوي شوكة المقاومة الشعبية التي يمكن أن تجبره على الانسحاب من سوريا".