الخليج والعالم
"النصرة" تصعّد في وجه الفصائل المسلحة شمال سوريا وتركيا تتفرج
دمشق - علي حسن
دخل التناحر بين "أخوة المنهج" كما يطلقون على أنفسهم شمال سوريا مرحلة جديدة من التقاتل. وفي تصعيد خطير أقدمت "جبهة النصرة" الإرهابية على إغلاق معبر الغزاوية ودير سمعان الواصل بين مناطق سيطرتها في ريفي حلب الغربي وادلب الشمالي ومناطق سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة تركياً في عفرين بريف حلب الشمالي الغربي أيضًا. هذا الإجراء تمّ بعد رفع "النصرة" سواتر ترابية على الطريق ومنع عملية الدخول والخروج نحو ادلب في ظل استمرار شنها للهجوم على تلك الفصائل، ووقوع أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى بين صفوف الطرفين.
ومنذ سيطرة "النصرة" قبل حوالي الشهر على ريف حلب الغربي وانسحاب من تبقى من فلول "حركة نور الدين الزنكي" المنهزمة أمام هجومها نحو مناطق سيطرة الفصائل المرتبطة بتركيا في عفرين، عملت الأولى على تضييق الخناق أكثر على الفصائل المتواجدة في الريفين الشمالي والشمالي الغربي لحلب، بدءاً من جرابلس إلى الباب واعزاز وصولاً لمحيط عفرين، وذلك بحسب ما أكد مصدر سوري مطلع على الوضع الميداني هناك لموقع "العهد" الإخباري".
وأوضح المصدر السابق أنّ "الوضع يتفاقم بشكل كبير بين "النصرة" وتلك الفصائل، ومشهد الاقتتال قد ينتقل إلى داخل مدينة عفرين، فتهديد "النصرة" متربص بهم على تخوم المدينة، ومسلحوها قد أغلقوا المعابر الرئيسية الواصلة بينها وبين ما تبقى من ريف حلب وصولاً إلى ريف ادلب وهي معابر قلعة سمعان والغزاوية وأطمة".
ولفت المصدر في حديث لـ"العهد" إلى أنّ "تفجيرات عديدة قد شهدتها مواقع الميليشيات المدعومة من تركيا في عفرين مؤخراً وتركزت خصوصاً على مواقع وتحركات قيادييها دون أن يستطيعوا إيقافها وبكل تأكيد للنصرة اليد الطولى فيها".
وختم المصدر السوري مؤكداً أنّ "تركيا جامدة لا تحرك ساكناً إزاء هذا الوضع، ولا تقوم بأي رد فعل على جبهة النصرة لإيقافها عن استهداف الفصائل الأخرى وملاحقتها من مكان لآخر، فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر وحتى الآن لم يسجل أي تدخل تركي مباشر للقوات التركية ضد النصرة، ما يشعر قيادات الفصائل الأخرى بأن تركيا قد بدأت تتخلى عنها نهائياً".