الخليج والعالم
تنديدًا بنهج التطبيع.. مثقفون تونسيون يقاطعون الأنشطة الثقافية الإماراتية
تونس – روعة قاسم
أعلن عدد من المثقفين التونسيين من شعراء وكتاب وأكاديميين وباحثين رفضهم القاطع وتنديدهم الشديد بالقرار الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعوا كافة المثقفين إلى شجب هذا القرار ورفض التعامل مع دولة الإمارات في المجال الثقافي ومقاطعة كل الأنشطة الثقافية الإماراتية بما في ذلك الندوات والمؤتمرات والجوائز الأدبية والثقافية وغيرها.
جاء ذلك في عريضة وقّع عليها عدد من المثقفين التونسيين من بينهم الكاتب عبد الجبار المدوري والشاعر سمير طعم الله، والكاتبة نورة عبيد والكاتب والناشط الثقافي رضا بركاتي والفنان التشكيلي وسام غرس الله اضافة الى محمد الجابلي من رابطة الكتاب الأحرار، وكذلك نشطاء حقوقيون ومحامون مثل أنور القوصري ووزير الثقافة السابق مهدي مبروك وغيرهم من النشطاء والأكاديميين والباحثين.
حراك مكثّف
يأتي ذلك في خضم حراك مكثّف تشهده الأوساط التونسية الشعبية والرسمية مند الاعلان عن اتفاق العار التطبيعي الاماراتي مع الصهاينة، وكذلك بالتزامن مع أول رحلة جوية بين الاحتلال وبين الامارات.
وقد نفذّ عدد من هيئات المجتمع المدني التونسية بينهم الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع وقفة احتجاجية تحت عنوان " وقفة السيادة الوطنية ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني " أمام البرلمان التونسي طالبوا فيها بالتسريع في سنّ قانون يجرم التطبيع بمختلف أشكاله.
ويقول الناشط في المجتمع المدني بشير الجويني لموقع "العهد الإخباري" إن "القضية الفلسطينية كانت حاضرة عند التونسيين منذ ما قبل الاستقلال وما بعده"، وتابع "حتى في خضم الثورة كانت القضية الفلسطينية حاضرة بوضوح من خلال شعار " الشعب يريد تحرير فلسطين" كل هذا يجعل تونس بمثقفيها ومجتمعها المدني وأحزابها منخرطة في الصف الأول لمقاومة كل ما هو تطبيع أو تسليم بحقوق الشعب الفلسطيني"، وأضاف "تونس كانت سبّاقة وموقفها واضح في رفض التطبيع الرياضي او الثقافي وهناك ظاهرة لافتة هي حضور فلسطين في جميع الأنشطة سواء الرياضية او الثقافية او الفنية وكان دائما شعار الشعب يريد تحرير فلسطين موجودا".
وأعرب عن اعتقاده بأنه ما ظلّ الشعب الفلسطيني صامدًا على أرضه فإن كل عمليات التطبيع لن تضره لان فلسطين دائمة وكل هذه الأنظمة زائلة.
وأشار الى أن "مطالب المجتمع المدني التونسي تتمحور حول رفض التطبيع وكل المبررات التي قد تعطى له سواء الأكاديمية أو الثقافية وغيرها لا تستقيم مع جماهير العالم العربي في مشرقه ومغربه. وكذلك تتركز المطالب في تعريف الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية عبر ابتكار واقتراح بدائل جديدة تجعل الجماهير الشابة تندرج أكثر بالقضية الفلسطينية . من ذلك ما رأيناه مؤخرا سواء من تمتين العلاقات الرياضية بين الفرق والأندية الرياضية التونسية والفلسطينية او الفنانين وكل هذا يجعل فلسطين حاضرة في وجدان كل العرب والتونسيين بالخصوص" .
أما الإعلامي كمال بن يونس رئيس مركز ابن رشد للدراسات فقال لـ "العهد"إن المجتمع المدني التونسي أصدر بيانات ادانة وقام بتحركات ضد التطبيع وأعلن رفضه للاتفاقية لأنها تتنافى مع الحقوق الفلسطينية، وخلافا لما يروج له فإنها لا تقدم أي شيء للمشروع الوطني الفلسطيني وهدفها الوحيد -كما أعلن كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي وصهره - هو فتح خطوط جوية ورحلات تجارية بين الكيان الاسرائيلي ودول الخليج وجعل قوات الاحتلال الإسرائيلية على حدود الجمهورية الإسلامية الايرانية في اطار مناوراتهم المشتركة ".
وأضاف بن يونس: "المجتمع التونسي والمجتمعات المغاربية وقفت دوما مع فلسطين وكل قياداتها الوطنية سواء في تونس او الجزائر او ليبيا والمغرب وقفت دوما الى جانب القضية الوطنية الفلسطينية قبل حرب 48 وبعدها، لذلك فإن التظاهرات التي نُظّمت دعت الى مخاطبة الشباب والأطفال والجيل الجديد عبر المواقع الاجتماعية بخطة إعلامية جديدة لترسيخ القضية الفلسطينية لدى الرأي العام وتوظيف كل وسائل الثقافة والإعلام والثورة المعلوماتية من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية ومزيد تجذيرها في عقول الناشئة".