الخليج والعالم
على كرسيه المتحرك.. جندي سوري جريح يحقق انجازا رياضيا
محمد عيد
غياث علي الديوب جندي سوري لم تقعده جراحه في الميدان عن سلوك درب المجد الرياضي، فكان اختياره لعبور الطريق الدولي حماة - حلب برمزيته الكبيرة في حمأة الصراع الذي جرى مع الإرهابيين من أجل إعادة فتحه رسالة حب وود واحترام لأرواح الشهداء وكافة الجرحى.
هدية للشهداء والجرحى
على كرسيه المتحرك وصل جريح الجيش العربي السوري غياث علي الديوب إلى مدينة حلب قادما إليها من مدينة حماة عبر الطريق الدولي أم 5. رحلة الصمود والصبر الذي اعتاده الجندي البطل في معاركه الكثيرة ضد التكفيريين، بلغت مسافة 140 كم في زمن يعتبر قياسيًا "أربعة أيام بعدما كان الموعد المفترض لإنجاز المسير ستة أيام"، لكن صلابة البطل اختصرت المدة، كما اختصر إنجازه الروح الوطنية التواقة لتحقيق انجاز رياضي هو صنو الإنجازات التي راكمها يوما في الميدان مع رفاق السلاح.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكد غياث أن مسيره من حماة لحلب جاء بمناسبة عيد الجيش السوري واجلالًا للشهداء الذين ارتقوا على هذا الطريق الذي كان مقطوعًا بسبب العصابات الإرهابية المسلحة: "شهداؤنا بصمودهم قدروا يفتحوا الطريق ويعيدوا شريان الحياة الى مدينة حلب".
غياث لفت إلى أن اختياره مدينة حلب كختام لرحلته الماراثونية هذه يرتبط بكونها عاصمة البلاد الاقتصادية، والطريق الدولي الذي عبره إليها هو أهم الطرق البرية السريعة التي تصل شمال وشرق سورية بجنوبها مع الساحل، فضلًا عن كونه يربط بين مختلف المحافظات السورية.
الجريح السوري وجه رسالة عبر موقع "العهد" الإخباري إلى جرحى الجيش العربي السوري الذين دعاهم للالتحاق بركب الرياضة تساميا فوق جراحهم "في الأمر مناسبة جديدة لرفع علم الوطن في المسابقات الرياضة كما رفعناه يوما في الميدان".
تحية لنبل والزهراء
الديوب أصر على زيارة مدينتي نبل والزهراء أثناء مسيره باعتبارهما "أيقونة من أيقونات الصمود بوجه المد التكفيري وعناوين بارزة للصبر الذي يعز نظيره، وإكراما لما قدمته هاتان المدينتان من شهداء وجرحى كانوا حجر الزاوية في تحرير مدينة حلب مع غيرهم من أبطال الجيش العربي السوري".
ووسط حضور إعلامي وازن محلي وروسي يليق بالأبطال استقبل البطل غياث علي الديوب عند مدخل مدينة حلب حيث أصر الجانب الروسي على تكريمه بشهادة تقدير من قبل نائب قائد القوات الروسية في سوريا وقائد العمليات الروسية في حلب.
يشار إلى أن فريقًا متخصصًا من الاتحاد الرياضي العام في سوريا واكب البطل غياث أثناء تنفيذه للمسير والغاية كانت حمايته من نقاط المراقبة التي يحتلها الجيش التركي بمحاذاة الطريق كما أكد الفريق لموقع "العهد" الإخباري.