الخليج والعالم
اتفاق الإماراتيين والصهاينة.. الدوافع تتعدّى إيران
اعتبر الكاتب في مجلة "ذي نيو ريبابليك" الأمريكية تريتا بارسي أن سياسة الإمارات الخارجية لا تفيد أنها تركز بشكل أساس على إيران، وأن تدخلاتها الخارجية كانت غالبا بمواجهة تركيا وقطر وليس إيران.
ولفت في هذا السياق إلى الحرب بالوكالة التي تدور بين الإمارات وتركيا في ليبيا، مشيرا في المقابل إلى أن إيران ليست لاعبا بارزا في الساحة الليبية، مضيفا أن جماعة الاخوان المسلمين هم الخصم الايديولوجي الأساس للإمارات، ونبه إلى أن أكبر داعمي الاخوان المسلمين هما تركيا وقطر وليس إيران.
الكاتب رأى أن ما يجمع "إسرائيل" والسعودية والإمارات ليس "التهديد الذي تشكله إيران"، بقدر ما هو خطر خروج الجيش الأميركي من الشرق الأوسط، وأردف أن هذه الأطراف الثلاثة هم أكثر المستفيدين من الهيمنة العسكرية الأميركية في المنطقة، وأن تداعيات الحرب الاميركية على العراق عام 2003 شكلت تطورا مرعبا بالنسبة لها.
وبحسب الكاتب، "إسرائيل" والسعودية والإمارات جعلت من التزام الولايات المتحدة حيال المنطقة الهدف الأساس لسياستهم الخارجية، وهذه الأطرف الثلاثة ترفض أيّة خطوة تسمح للولايات المتحدة بتقليص وجودها والتزاماتها العسكرية في المنطقة.
وأشار إلى تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة اشترطت على الإمارات تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" مقابل بيعها الطائرات العسكرية من طراز "F-35، وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي عادة ما تعتبر صفقات التسلح الكبيرة بمثابة اتفاقيات دفاعية غير رسمية تلزم الولايات المتحدة على حمايتها عسكريا.
وأضاف الكاتب أن بقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لصالح "إسرائيل" والإمارات والسعودية ليس حجة مقنعة في واشنطن، وذلك خلافاً للكلام المبالغ فيه عن التهديد الذي تشكله إيران، وأن ربط موضوع الاتفاق بين "إسرائيل" والإمارات بإيران يخدم عدة أهداف، إذ لا يؤكد فقط ضرورة منع أميركا من أن تصبح المنطقة تحت "السيادة الفارسية"، بل يساعد حكومة بنيامين نتنياهو على القول ان احتلال الاراضي الفلسطينية لا يشكل عقبة أمام السلام مع "الجيران العرب".
وتابع "اتفاق التطبيع يعزز علاقات الإمارات مع الصقور المؤيدين لـ"إسرائيل" في واشنطن، ويعطي ترامب انتصارا على صعيد السياسة الخارجية قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية"، مشيرا في هذا السياق إلى أن ترامب يأمل بأن تؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز التأييد له من قبل التيار الانجيلي في أميركا.
بارسي اعتبر أن وصف الاتفاق بين الإمارات و"إسرائيل" بأنه ضد إيران يعيد التأكيد على "الالتزام العسكري الأميركي حيال الشرق الأوسط"، على الرغم من المطالب الشعبية في الولايات المتحدة لسحب القوات الأميركية من هذه المنطقة، وخلص الى أن الكلام عن التهديد الذي تشكله إيران هو موجه إلى الداخل الأميركي من أجل تبرير بقاء الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.