معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مواقف الرفض العراقي لاتفاق العار تتوالى
17/08/2020

مواقف الرفض العراقي لاتفاق العار تتوالى

بغداد: عادل الجبوري

قوبل الاتفاق الذي ابرمته دولة الامارات العربية المتحدة مع الكيان الصهيوني بمواقف وردود افعال مستنكرة وغاضبة ومستهجنة لتلك الخطوة التي وصفت بالمذلة والمخزية من قبل حكام ابو ظبي في وقت يواصل حكام تل ابيب وبدعم ومباركة من الولايات المتحدة الاميركية وقوى دولية واقليمية اخرى، ارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني المضطهد.

وبينما لم يصدر اي موقف رسمي من الحكومة  العراقية حيال اتفاق ابو ظبي-تل ابيب، تتابعت مواقف الرفض والاستياء والادانة من قوى وشخصيات سياسية مختلفة.

خطوة مشينة

تحالف الفتح الذي يمثل الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي، ادان في بيان له بهذا الشأن، الاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب، واصفا إياه بـ"الخطوة المشينة"، ومشددا على انه ينبغي للشعوب والدول العربية والإسلامية التحالف من أجل مقاطعة حكام الإمارات، وكل من تمتد يده لمصافحة الصهاينة.

واعتبر تحالف الفتح، "ان التطبيع مع الكيان الصهيوني يمده بالحياة والشرعية والاعتراف بوجوده السرطاني القائم على القتل والاستهداف وقضم الأراضي الفلسطينية منذ سبعين عاما".

خيانة للامانة

وعدّ زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي اتفاق ابو  ظبي-تل ابيب "خيانة للأمانة ولله والمسلمين، وانه يمثل قفزا على تضحيات الأمة في مواجهة غطرسة التطرف الصهيوني واعتداءاته المستمرة وتآمره على العرب والمسلمين". ونوه المالكي الى "أن بروتوكول التعاون بين الإمارات والكيان المحتل بمباركة أميركية، حلقة من حلقات العودة إلى تثبيت مخطط الذل والهوان وتضييع الحقوق المشروعة التي اعترفت بها الشرعية الدولية، وان ما اقدمت عليه الامارات يعد انتهاكا صريحا لمقررات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز والمنظمات الدولية الأخرى، التي اعترفت بحقوق شعب فلسطين على أرضه وعاصمته القدس الشريف".

موقف خياني

من جانبه استنكر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الخطوة الاماراتية، التي "جاءت –بحسب بيانه- بمعزل عن تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني المقاوم، باعتبارها خطوة انهزامية وموقفا خيانيا في ظل مسيرة التنازلات المتتابعة للكيان الصهيوني".

ورأى المجلس الاعلى "أن التجارب الطويلة مع ذلك الكيان ومن يرعاه ويدعمه، اثبتت بما لا يقبل الشك أن السبيل الوحيد للتعامل والتعاطي معه هو المقاومة الشجاعة والصلبة في الميدان وليس مصافحة أياديه الملطخة بدماء الابرياء والجلوس معه على طاولة المفاضات، وأن العراق بشعبه ومرجعياته الدينية وقواه السياسية الوطنية ونخبه الثقافية والاجتماعية الخيرة كان وما زال يرفض رفضا قاطعا المواقف المذلة والمهينة لكرامة الامة، وكان وما زال وسيبقى داعما ومساندا بقوة للشعب الفلسطيني من أجل استعادة كافة حقوقه على أرضه بعيدا عن صفقات العار والذل العبثية".

خيار المقاومة

أما الامين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، فقد هاجم بشده الاتفاق الاماراتي الصهيوني، واعتبر انه "يشكل حلقة من مسلسل الخيانة والعمالة"، مشيرا الى "ان هناك أنظمة أخرى تقوم بتهيئة المناخ لانبطاحات جديدة، وعلى رأسها نظام آل سعود".

واعتبر الشيخ الخزعلي أن "الحوار مع الانظمة التي وصفها بـ"العميلة" لا يأتي بجدوى، واللغة الوحيدة لمواجهة هذا التخاذل هو التمسك بالمقاومة، والإصرار على الدفاع عن قدس الأحرار بالفداء والتضحية بعد أن أعلن عدونا ان هدفه هو تقسيم جسد الامة العربية.

وعاهد الامين العام لحركة عصائب اهل الحق في بيان له أحرار العالم بـ"أن العراق والعراقيين سيكونون الصخرة الصامدة أمام مشروع التطبيع الفاشل" مجددا تعهده  لدماء الشهداء على التمسك والثبات حتى إزالة هذه الغدة السرطانية من جسد الامة العربية.

تشجيع للكيان الصهيوني

في ذات الوقت، استنكرت هيئة علماء المسلمين في العراق التطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعت الى الوقوف مع الشعب الفلسطيني، معتبرة "خطوة إعلان اتفاق بين الإمارات والكيان الصهيوني بترتيب أميركي غير مبررة وغير مقبولة، ولا تخدم سوى المحتل وحده، ولا تصب في صالح القضية الفلسطينية أو البلاد العربية والشعوب المسلمة، بل ستؤدي إلى الإساءة إليهم والإضرار بحاضرهم ومستقبلهم ومصالحهم، لأنها تشجع الكيان الصهيوني على الاستمرار في قتل وتعذيب وحصار الفلسطينيين".

خيبات امل متتالية

وفي تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، كتب رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا قائلا: "خيبات أمل متتالية تصاب بها الأمة الإسلامية يوماً بعد يوم، حينما يتحول الغاصب والقاتل للفلسطينيين صديقا وحليفا، بينما التحشيد على رجال الأمة الأوفياء مستمر من خلال دعوات نزع أسلحة المقاومة، تبا للتطبيع مع إسرائيل وتبا لمن يستهين بمقدسات الناس وثوابتهم ويبيع قضايا الإسلام".

تمزق عربي

أما جبهة الانقاذ والتنمية التي يتزعمها رئيس البرلمان الاسبق اسامة النجيفي، فقالت في بيان لها،: "لا تحتاج الذاكرة العربية الإسلامية إلى براهين مضافة لسجل التغول الصهيوني، وهضم حقوق الشعب العربي الفلسطيني، وليس بعيدا عن الأذهان أن إسرائيل ضربت بمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي وكل ما يمت إلى الشرعية بصلة عرض الحائط لتؤكد عدوانيتها، ويأتي اليوم الإعلان عن بروتوكول التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل برعاية أميركية معلنة، ليؤكد من جديد تمزق الصف العربي وعدم التزامه بمقررات الاتفاقيات العربية، ويعيد مسلسل كامب ديفيد وأوسلو ومخرجاتهما المخيبة للآمال".  

تطبيع بلا شروط

وفي رسالة مطولة مفتوحة الى الرأي العام، اكد رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، "ان التطبيع المعلن الان لم يكن تحت اي ضغط او لاسترجاع اي حق حتى وان كان بشروط مجحفة. انه يريد ان ينفتح على دولة الاحتلال في مجالات عديدة سياحية واقتصادية وعلمية وغيرها". 

وأكد عبد المهدي في رسالته المفتوحة، انه "عندما سيحكم التاريخ في يوم غير بعيد على جريمة الاحتلال الاسرائيلي، وعلى الابادة والظلم والقتل والتهجير والاستيلاء على الارض فلسطينيا وعربيا واسلاميا، فإن خطوة التطبيع ستكون في رصيد الاحتلال وما رافقه، وليس في رصيد مقاومة الاحتلال وما يعضده، ففي ظروف دولة الظالم على المظلوم، يصطف كثيرون مع الظالم وينصرونه، ويخذلون المظلوم ولا يصطفون معه".
 

الإمارات العربية المتحدةعصائب أهل الحقهيئة علماء المسلمين في العراق

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل