الخليج والعالم
كيف ستساهم نائب المرشح الديمقراطي بايدن في طي صفحة "حقبة" ترامب؟
رأى الكاتب دانيال لاريسن أن مرشحة الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأميركي كاميلا هاريس تجمع ما بين "الالتزامات الدولية الليبرالية التقليدية" و"المؤشرات المشجعة" التي تعكس رفض السياسات الخارجية الأميركية الأكثر تهورا.
وفي مقالة نشرتها مجلة "ذي أميريكان كونزيرفاتف" قال لاريسن إن سجل هاريس في ما يخص اليمن والسعودية "جيد"، مشيرا إلى أنها كانت من رعاة مشروع قانون في الكونغرس يطالب الرئيس الأميركي بوقف الدعم العسكري للعدوان على اليمن.
كما أشار لاريسن إلى تغريدة كتبتها هاريس في شهر آذار/مارس العام الماضي بعدما صوتت لصالح مشروع القانون هذا، والتي وصفت فيها ما يجري في اليمن بالمروع وشددت فيها على ضرورة "وقف الدعم الأميركي للحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية في اليمن".
وتابع الكاتب أن هاريس كانت من أوائل المعارضين لصفقات بيع السلاح للسعودية، وبأن ذلك يفيد بأنها قد تؤثر على "سياسة إدارة بايدن الخارجية" في حال فوزه، لجهة إعادة تقييم العلاقات مع السعودية.
وأشار الكاتب إلى أن هاريس كانت قد تحدثت عن ضرورة إعادة تقييم العلاقات مع الرياض وعن الاستفادة من الأوراق للدفاع عن القيم والمصالح الأميركية، كما أردف أن رفضها للحرب على اليمن قد يساعد بايدن على تنفيذ وعده بوقف التورط الأميركي في هذه الحرب.
لاريسن لفت إلى أن هاريس تريد إخراج القوات الأميركية من كل من أفغانستان والعراق وسوريا.
وفي الوقت نفسه، ذكر الكاتب أن مواقف هاريس "أكثر تقليدية" في ملفات أخرى، وأشار في هذا السياق إلى أنها تنسجم وسياسات "إيباك" (وهو اللوبي المعروف المؤيد لـ"إسرائيل") وإلى أن ذلك ينطبق أيضا على بايدن.
كما أضاف أن هاريس تعارض قيام "إسرائيل" بضم المزيد من الأراضي لكنها تعارض في الوقت نفسه وضع شروط على المساعدات الأميركية للكيان الصهيوني.
وحول ملف كوريا الشمالية، قال الكاتب إن التصريحات التي أدلت بها هاريس حول هذا الملف تنسجم مع ما يقوله بايدن، وبالتالي استبعد أن تدفع بايدن نحو تبني سياسة أكثر مرونة حيال بيونغ يانغ.
وفي المقابل، اعتبر الكاتب أن سجل هاريس في موضوع الحد من التسلح هو سجل جيد، مشيرا إلى أنها وقّعت على رسالة مكتوبة عارضت انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (المعروفة باسم معاهدة "IMF")، كما لفت إلى أنها عارضت الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإلى أنها دعت إلى تمديد معاهدة "نيو ستارت".
عقب ذلك خلص الكاتب إلى أن سجل هاريس يفيد بأنها أكثر ميولاً نحو السلام وضبط النفس في بعض الملفات البارزة.
توصيف لارسن لهاريس وافقه فيه الكاتب جو سيرينسيون، الذي قال في مقالة نشرها موقع "ريسبونسبيل ستايتكرافت" إن هاريس تعد أكثر ميلاً نحو ضبط النفس في موضوع السياسة الخارجية، وأن المواقف التي اتخذتها تشير إلى "البراغماتية التقدمية".
وأضاف الكاتب أن هاريس تبنت في الإجمال مواقف وسطية، مرجحًا أن تسعى إلى معالجة موضوع "عسكرة" السياسة الخارجية الأميركية.
وأشار إلى ما قالته لمجلس العلاقات الخارجية (وهو مركز دراسات أميركي معروف) في شهر تموز/يوليو العام الماضي، حيث شددت على أن أكبر إنجاز للسياسة الخارجية الأميركية هو المساهمة في بناء المؤسسات الدولية و"الدول الديمقراطية" ووضع القوانين.
كما تابع أن هاريس كانت قد تحدثت عن وجود تهديدين اثنين وهما الدخول في "حروب فاشلة" تسببت بفقدان الأرواح وزعزعة الاستقرار في المناطق التي شهدت هذه الحروب، وكذلك قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجاهل العمل الدبلوماسي والانسحاب من الاتفاقيات والمؤسسات الدولية والوقوف إلى جانب الأنظمة الديكتاتورية.
غير أن الكاتب نبه في الوقت نفسه إلى أن هاريس ليس لديها سجل حافل على صعيد قضايا السياسة الخارجية، وبالتالي فمن الصعب التكهن بالمواقف المستقبلية التي ستتبناها، ورجح أن تكون شريكة موثوقة لبايدن في عملية "بناء سياسة خارجية لحقبة ما بعد ترامب".