الخليج والعالم
من تونس ..هنا لبنان
تونس-روعة قاسم
"من تونس..هنا لبنان"، وعلى مدارج المسرح البلدي في شارع بورقيبة في قلب العاصمة التونسية رفع العلم اللبناني أضيئت الشموع تضامنا مع لبنان المنكوب.
عشرات التونسيات تجمعن في وقفة تضامنية مع لبنان تحت شعار "بيروت ما بتموت"، وحل الصمت لبضع دقائق تعبيرا عن مصاب لبنان الجلل بمبادرة من منظمات المجتمع المدني.
منذ لحظة الإعلان عن انفجار المرفأ وحتى الآن لم يتوقف المد التضامني التونسي الهائل، والذي ترجم ليس فقط بمواقف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بل أيضا رسميا وعمليا من خلال إرسال طائرتين عسكريتين محملتين بشحنة أدوية ومواد طبية ومساعدات غذائية، لإغاثة سكان العاصمة بيروت المتضررين.
وفي هذا السياق، قالت الرئاسة التونسية في بيان إن هذه المساعدات تأتي من منطلق الواجب الإنساني، وتأكيدا لوقوف تونس إلى جانب لبنان في هذا الظرف الصعب الذي يحتم مزيدا من تعزيز التضامن والتآزر بين الشعوب.
كما قرر الاتحاد العام التونسي للشغل إرسال مساعدات طبية وغذائية وأغطية، ودعا كافة المنخرطين فيه والقوى الحية بالبلاد للانخراط في حملات تضامن والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في محنته .
وفي لفتة تضامنية، وضعت عديد وسائل الإعلام والقنوات المحلية في تونس على شاشاتها شعار تضامن مع لبنان كتب فيه:" قلوبنا مع لبنان"ّ، فالانفجار في بيروت ولكن صداه تردد في كل العواصم وفي تونس التي يحمل أهلها تقديرا خاصا لشعب لبنان ومقاومته.
النائب في مجلس نواب الشعب والقيادي في التيار الشعبي زهير المغزاوي أعرب في حديثه لـ " العهد" عن تضامنه مع الشعب اللبناني، وقال:"باسمي وباسم حركة الشعب واسمح لنفسي بالقول باسم تونس وشعبها نعبر عن أقصى درجات التعاطف مع لبنان ونعبر عن تعازينا للشهداء الذين سقطوا وتمنياتنا للشفاء العاجل للجرحى".
وأضاف:"هناك هبّة شعبية تونسية لأن بيروت بالنسبة للتونسيين هي عاصمتهم وعاصمة العالم وهناك تعاطف كبير على المستوى الشعبي والرسمي، يؤكد أن لبنان وتونس شعب واحد، وما يصيب الأخوة في لبنان يصيب التونسيين، وبيروت ليست عاصمة عربية فقط بل هي عاصمة الثقافة والمقاومة والتصدي للعدو الصهيوني وعاصمة العزة العربية وهذا ما يفسر حجم التعاطف التونسي الكبير معها".
وتابع:"محنتنا محنة واحدة وجرحنا جرح واحد ونحن كتيار شعبي اتصلنا بالعديد من السياسيين في لبنان وعبرنا عن استعدادنا لتقديم كل أشكال الدعم".
هشام الحاجي
بدوره، أعرب النائب السابق في البرلمان التونسي والإعلامي هشام الحاجي أعرب في حديثه لـ" العهد" عن تعاطفه وتضامنه مع اللبنانيين في محنتهم قائلا:"في هذا الظرف الصعب نعبر عن تضامننا مع لبنان الشقيق ورغم كل ذلك نعي جيدا ان لبنان سيقوم من هذه الكبوة، المصاب جلل ولكن الآلام دائما تعلمنا وتجدد فينا القوة والنظرة الى الأمام ومحاولة تجاوز الآلام ".
وأضاف :"منذ اللحظة الأولى كان هناك مدّ تضامني كبير من قبل التونسيين والسلطات التونسية تمثل بإرسال الرئيس التونسي طائرات محملتين بالأدوية والمساعدات كما قررت جلب مئة جريح على الأقل لمعالجتهم في مستشفى الحروق في بن عروس، وهذا الدعم لن يقف عند هذا الحد، وتونس ستواصل الوقوف الى جانب الشعب اللبناني".
وأضاف:" لبنان بحاجة الى وقفة تضامنية دولية والمؤشرات تدل على ان ما حدث ليس مجرد حادث وحتى تصدر التحقيقات".
وقال الحاجي:"لا أستبعد ان تكون "إسرائيل" وراء الجريمة، مشيرا الى انه لا بد من حشد عربي ودولي كبير لمحاسبتها لتقف عند حدها وتعوض على لبنان لأنه من غير المعقول ان تقوم بكل هذه الجرائم ولا يقف أحد امامها ويطالبها بالتعويضات الى ان تصدر نتائج التحقيقات".
وختم بالقول:" كلنا مع لبنان ونقف دائما معه وان شاء لله تكون نهاية الأحزان والأزمات في بلد المقاومة والعزة".