الخليج والعالم
ما هي رسائل الاتفاقية العسكرية الموقعة بين إيران وسوريا؟
دمشق - علي حسن
وقعت سوريا وإيران اتفاقية عسكرية شاملة لتعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وذلك خلال زيارة لرئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري إلى دمشق ولقائه بوزير الدفاع السوري علي أيوب.
وجاء في البيان المشترك أنّ "توقيع الاتفاقية يأتي تنفيذاً للرؤية السياسية والعسكرية بين البلدين"، داعيا لـ"انسحاب جميع القوات غير الشرعية من سوريا".
وقال وزير الدفاع السوري علي أيوب "لو استطاعت الإدارات الأمريكية إخضاع سوريا وإيران ومحور المقاومة لما تأخرت لحظة"، مضيفا أنه " مهما ارتفعت فاتورة الصمود فإنها أقل من فاتورة الاستسلام والخنوع"، مشددا على أنّ " من يراهن على تخريب العلاقات بين إيران وسوريا هو واهم".
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي قال لموقع "العهد الإخباري" إنّ "الاتفاقية العسكرية الأمنية الجديدة الموقعة بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على عدة نقاط ارتكازية أساسية أولها أنها تقطع الطريق على كل المشككين الذين بدأوا بالحديث عن تزعزع العلاقة السورية الإيرانية، وأن إيران ستتخلى عن سوريا أو سوريا ستتخلى عن إيران رضخا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وبالتالي تعزيز التعاون العسكري والأمني، أي تعزيز الاتفاقيات القديمة وتطويرها يعني أن البَلَدين ماضيان نحو النصر المحتوم على المشروع الأمريكي".
و تابع: "ثانية النقاط الارتكازية هي موضوع تعزيز الدفاعات الجوية السورية وتطويرها، وهذا يعني أن سوريا ستحصل على كل منظومات الدفاع الجوي إيرانية الصنع، وغالبًا الروسية التي تملكها إيران، وفي هذا مخرج سياسي لأي ضغوطات أمريكية يمكن أن تمارس على الأصدقاء الروس، أو حتى رفع أي حرج عنهم وبالتالي هذا الأمر يتم بمباركة روسية".
وأكد الحاج علي لـ"العهد" أنّ " ثالثة النقاط الارتكازية أنّ الاتفاقية رسالة واضحة للكيان الصهيوني المحتل بأن أي اعتداء على السماء السورية سيواجه بدفاعات متطورة أكثر، ومن جانب آخر تطوير لمعادلة الاشتباك مع الكيان لصالح سورية، فالجميع يعلم أنه بعد امتلاك سورية لمنظومة S300 والتي حتى الآن لم تكشف خباياها، لم تتجرأ أيّة طائرة إسرائيلية على دخول الأجواء السورية وكل الاعتداءات تتم عن طريق البحر أو من سماء لبنان، وبالتالي مع وصول المنظومات الجديدة ستصبح الطائرات الاسرائيلية مهددة وهي في مطاراتها".
وتابع: "الاتفاقية تعزيز للقدرات القتالية للمقاومة في لبنان، حيث يمكن نقل المنظومات الحديثة إلى المقاومة بسهولة من سورية، وبالتالي على الكيان المحتل أن يعيد حساباته تجاه سوريا ولبنان وإيران، وتجاه نواياه بضم الضفة الغربية وضرب لبنان".
وختم الحاج علي حديثه لـ"العهد" أنّ " النقطة الارتكازية الأخيرة أنّ الاتفاقية رد واضح وصريح على كل المطالب الأمريكية والإسرائيلية بقطع العلاقات مع إيران أو حتى إبعادها بضعة كيلومترات عن الجنوب السوري أو شمال فلسطين المحتلة، وبالتالي رد على العقوبات الاقتصادية الجائرة وتفنيد لكذبة أمريكا بأنها لا تريد تغيير النظام في سوريا بل تغيير سلوكه فقط وهذا يعني أن نهج المقاومة مستمر والثمن المدفوع في المقاومة أرخص بكثير من ثمن العبودية الأمريكية".