الخليج والعالم
نهاية الإمبراطورية الأميركية
رأى المؤرخ الأميركي الشهير أندرو باكيفيتش أنه لم يعد بالإمكان الفصل بين السياسة الخارجية الأميركية والشؤون الداخلية الأميركية، مؤكدًا أن "الزعامة العالمية الأميركية" أصحبت متهالكة.
وفي مقالة نشرت في مجلة "ذي أميريكان سبيكتايتور" أضاف الكاتب أن الترابط بين السياسة الخارجية والشؤون الداخلية الأميركية بدأ عندما وقعت هجمات الحادي عشر من أيلول، إذ أدرك حينها الأميركيون أن دور "زعامة العالم" الذي تلعبه أميركا قد يأتي بردود فعل مؤلمة.
الكاتب ذكّر في معرض حديثه بالحروب التي شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وقال إن واشنطن لم تنتصر رغم استثماراتها الضخمة فيها، وأضاف أن إعصار كاترينا عام 2005 والأزمة الاقتصادية عام 2008 كشفت عن عدم كفاءة المسؤولين الأميركيين.
وتابع الكاتب أن الناخبين الأميركيين اختاروا بالتالي رفض "المؤسسة" في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، حين صوتوا لصالح شخص عديم الكفاءة هو دونالد ترامب، بعدما تعهد الأخير بالتصدي للمؤسسة ووضع "أميركا أولاً".
غير أن الكاتب قال إن ترامب لم يفِ بوعوده، وإن الإرث الذي يحمله مع اقتراب نهاية ولايته الأولى يتمثل بالمزيد من انعدام الكفاءة، وشدد على أن ترامب فشل فشلاً ذريعا كرئيس، لافتًا إلى أنه لم ينهِ الحروب التي وعد بإنهائها، كما انتقد في السياق نفسه تعامله مع الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة على خلفية مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.
وشدد الكاتب على أن عصر السيادة والامبراطورية الأميركية انتهى، وبالتالي رأى أن وضع "الزعامة العالمية" كأولوية على خدمة الشعب والسماح بتفاقم العنصرية ومشاكل داخلية أخرى هي مقاربة لم تعد تحتمل.
وختم الكاتب بضرورة إعادة تنظيم الأولويات الوطنية الأميركية، مبديا تشاؤما لاحتمال وجود شخصية سياسية أميركية -غير ترامب- تكون قادرة على ذلك.
"بوليتيكو": مجموعات حقوق الإنسان تتحدث عن تآكل الديمقراطية في الولايات المتحدة
في سياق متصل، كشفت مجلة "بوليتيكو" أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ناقش إمكانية فتح تحقيق خاص حول العنصرية داخل الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد، وقال إن المسؤولين الأميركيين ضغطوا للحؤول دون فتحه.
وقالت المجلة إنه وبحسب برقيات دبلوماسية، طلبت السفيرة الأميركية لدى جنوب أفريقيا لانا ماركس من المسؤولين في جنوب إفريقيا العمل على منع فتح هكذا تحقيق.
وبينما لفتت المجلة إلى أن الضغوط نجحت إذ طلب مجلس حقوق الإنسان فتح تحقيق حول العنصرية ضد السود في العالم عموما بدلاً من أن يركّز على العنصرية داخل الولايات المتحدة، قالت في الوقت نفسه إن هذا التطور يبيّن كيف أن جهات معنية بحقوق الإنسان تركز إهتمامها بشكل متزايد على الولايات المتحدة على أساس أن الأخيرة هي من "الأشرار" وليست من "الأبطال" في هذه القضية.
كما أضافت المجلة أن بعض مجموعات حقوق الإنسان تتحدث عن تآكل الديمقراطية في الولايات المتحدة، وأشارت إلى بيان صدر عن مجموعة الأزمات الدولية في حزيران/يونيو الماضي حول الأزمة داخل الولايات المتحدة، تضمن لغة شبهية بتلك التي تستخدم في وصف الدول الهشة، ونقلت عن رئيس مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي قوله إن المجموعة تناقش إمكانية البدء ببرنامج يركز بشكل منهجي على الوضع داخل الولايات المتحدة.
ولفتت المجلة أيضا إلى دراسة أجراها مركز "فريدوم هاوس" عام 2019، تحدث فيها عن انحدار الديمقراطية في الولايات المتحدة وعن مساهمة الانقسامات الحزبية في ذلك.
المجلة أشارت إلى أن مجموعات أخرى تعمل في مجال حقوق الإنسان انتقدت بشدة سياسات ترامب حيال اللاجئين وطالبي اللجوء، وقرار حظر السفر على مواطنين من دول إسلامية، كما نقلت عن مسؤولين في منظمة العفو الدولية قولهم إن المنظمة تكثف عملها حول قضايا المهاجرين في عهد ترامب.
أما قضية مقتل جورج فلويد فلتت المجلة إلى أن ما يزيد عن ثلاثين مجموعة تعمل في مجال حقوق الإنسان نشرت إعلاناً في إحدى الصحف الأميركية أعربت فيها عن تضامنها مع حركة "حياة السود مهمة".
وأشارت المجلة إلى مذكّرة كتبها المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية برايان هوك إلى وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيليرسون أكد فيها ضرورة استخدام واشنطن موضوع حقوق الإنسان كسلاح ضد دول خصم مثل إيران والصين، لكن دون أن يستخدم هذا الموضوع ضد دول مثل مصر والسعودية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024