الخليج والعالم
مكالمة رؤساء الدول الثلاث الضامنة لمسار سوتشي .. هل ستغير من الوقائع على الأرض؟
دمشق - علي حسن
جدّد رؤساء الدول الثلاث الضامنة لمسارات أستانة وسوتشي يوم أمس الأربعاء في لقاء عبر تقنية الفيديو التأكيد على تواصل الجهود لإيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية وعلى الالتزام بوحدة واستقلال وسيادة أراضي سوريا، كذلك رفض أيّة محاولات لبناء واقع جديد فيها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
هذه المكالمة الثلاثية جرت في فترة يزداد فيها التوتر ميدانياً إذ تتجدّد خروقات المسلحين باتجاه مواقع الجيش السوري وبدعمٍ تركي مدفعي أيضاً، وبالتالي لا وجود لنية تركية لتنفيذ التعهدات في المسار السياسي خصوصاً فتح الطريق الدولية الـM4، فهل سيوصل الاجتماع الأخير هذا لتغيير ما على الأرض؟.
المحلل السياسي السوري والخبير بالشؤون التركية سركيس قصارجيان وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، قال إنّ هذا "اللقاء وغيره من الاجتماعات التي سبقته تحت مظلة اتفاقي موسكو وسوتشي خرجت بتصريحات وبيانات تتحدث عن توافق وتطابق في وجهات النظر على مجموعة من البنود والخطوات"، لكنه لفت إلى أن "ما يجري خلف الأبواب المغلقة مخالف لذلك، فهناك مجموعة من الملفات العالقة التي تتباعد فيها وجهات النظر يوماً بعد يوم خاصةً بين موسكو وأنقرة غير ادلب، إذ إنّ الملف الليبي على صفيح ساخن ويكاد يكون هناك جفاء أو لا تفاهم بينهما".
وأضاف قصارجيان أنّ "كل هذه الملفات العالقة ستلقي بظلالها على هذا اللقاء الثلاثي، ويبدو أنّ الجانبين الروسي والإيراني سيتجهان لإجبار تركيا على تنفيذ تعهداتها التي لم تفِ بها منذ أول اتفاق في أستانة وحتى اليوم".
وشدد على أنّ "أنقرة لا تنفّذ تعهداتها إلاّ تحت الضغوط وبإمكان طهران وموسكو الضغط عليها، لكن حتى اليوم لا تُلمس نية جدية لاستخدام أوراق الضغوط عليها لأنّهما تمارسان سياسة اللين أحياناً والشدة في أخرى".
وتابع قصارجيان حديثه لـ"العهد" الإخباري قائلاً "في الفترة الأخيرة تُمارس على أنقرة ضغوط كبيرة جداً خصوصاً بما يتعلق بالملف الليبي، حتى أنّ الجانب الأمريكي الذي كانت تصريحاته نوعاً ما مؤيدة لتركيا ومضادة لموسكو، بات مائلاً إلى الحياد".
وأردف "هناك حدّة في مواقف باريس وبرلين والقاهرة والخليج ووصول بعضها إلى مواقف صدامية مع أنقرة وبالتالي لا يمكن لتركيا تصدير أزمتها من الملف الليبي عبر افتعال شيء ما في ادلب ولا تبدو قادرة منطقياً على ذلك، وبذات الوقت لا يمكن التكهن بأفعال إدروغان"، مؤكداً أن "أي ضغط روسي إيراني على تركيا في هذا الوقت سيثمر بإجبارها على تنفيذ تعهداتها، لكن لا يمكن التكهن بسياسة إردوغان وما إن كان الاجتماع الثلاثي سيوصل لنتيجة ما على الأرض عبر الضغط على تركيا".