الخليج والعالم
ضم الضفة الغربية سيهدد مصالح واشنطن و"تل أبيب"
حذّر المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، من أن قيام "إسرائيل" بضم الضفة الغربية سيهدد مصالح "تل أبيب" وواشنطن.
وفي مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست، رأى مدير مركز الدراسات الصهيوني المعروف، أن ضم الضفة الغربية يتنافى والمنطق، وأن المضي بهذه الخطوة يقضي على أي أمل فيما يخص خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "من أجل السلام". مضيفا بأن ضم الضفة الغربية يثبت ما يقوله الفلسطينيون أن "إسرائيل" لا تريد سوى التوسّع ويقوّض "الحجة القانونية" للوجود الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية عموماً.
وبحسب نقاشاته مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين مطلعين، رأى الكاتب أنه من الواضح أن خطة ضم الضفة الغربية نابعة من رؤية قاتمة حيال وضع "إسرائيل" الإستراتيجي، والتي ترى أن الإجماع العالمي يتجه نحو موقف اليسار الداعم للفلسطينيين، في وقت اتجه فيه المناخ السياسي في "إسرائيل" نحو اليمين.
ساتلوف حذّر من المخاطر الناتجة عن ضم الضفة الغربية، مثل إنهيار السلطة الفلسطينية وانتفاضة فلسطينية ثالثة وتعليق معاهدة السلام بين "إسرائيل" والأردن وتراجع العلاقات بين "إسرائيل" وحلفائها، مشيراً في هذا الإطار إلى احتمال قيام الدول الأوروبية بفرض عقوبات على أشخاص ومنتوجات مرتبطة بمشروع الضم.
لكنه لفت إلى أن مؤيدي فكرة الضم يقولون أن "إسرائيل" في حالة عزلة وبالتالي عليها أن تقرر مصيرها بنفسها.
وفي نفس الوقت حذر الكاتب من الأضرار الجسيمة على الأمد الطويل للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وشدد على أن الضم لن ينهي الجدل حول موضوع الأراضي، وأن هذه الخلافات ستستمر، وبأن "إسرائيل" ستبقى من دون حدود دولية معترف بها.
الكاتب نبّه إلى أن ضم الضفة الغربية سيقوّض البيئة الإستراتيجية لدى "إسرائيل" بسبب تصعيد التوتر الناتج عن الخطوة، محذرا من تراجع العلاقات بين "إسرائيل" والأردن وصعود المواقف المعادية للكيان في أوروبا والأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية.
وحذّر ساتلوف من أن ضم الضفة الغربية قد يدفع بدول حليفة لـ"إسرائيل" مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا للتخلي عن موقفهم الحالي الذي يعتبر أن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية هو من النتائج "المشروعة" لحرب عام 1967.
وأضاف الكاتب بأن الضم سيثبت أن "إسرائيل" بالفعل تمثل "الاحتلال غير القانوني"، جازما بأن الضم سيجعل من موضوع دعم "إسرائيل" مسألة حزبية في الولايات المتحدة، وبأن الضم سيصعّب على أي مرشح ديمقراطي للرئاسة الأميركية أن يلقب نفسه بالصهيوني.
وحذّر الكاتب من أن الداعمين للعلاقات القوية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" سيكونون أمام اختبار إذا ما تم المضي بخطوة ضم الضفة الغربية. وبينما توعد بالعمل على حماية هذه العلاقات، شدد في الوقت نفسه على أن مشروع الضم سيصعب هذه العملية.