الخليج والعالم
هل تنجح واشنطن بسدّ ثغرات سمحت لإرهابي سعودي بقتل أميركيين؟
أعادت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال اليوم الحديث عن جريمة مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة "Pensacola" في ولاية فلوريدا الأميركية في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي على يد الجندي السعودي محمد الشمراني.
وقالت الصحيفة إن الإجراءات التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض ضد "الإرهابيين الراديكاليين" لم تمنع الشمراني من دخول الولايات المتحدة، مذكرة بأن الشمراني كان جنديا في الجيش السعودي دخل الولايات المتحدة ضمن برنامج تدريب عسكري.
الحادثة -وفق الصحيفة- أجبرت المسؤولين الاميركيين على الاعتراف بوجود ثغرات حقيقية في عملية اختيار ومراقبة الطلاب العسكريين من الدول الخارجية، الذين يشاركون في برامج تدريب عسكرية في الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن الإجراءات التي وضعت عقب هجمات الحادي عشر من أيلول فشلت في كشف الشمراني.
وأضافت الصحفية أن الإخفاقات في موضوع الشمراني حصلت من قبل كل من الولايات المتحدة والسعودية وفي "كل مراحل العملية تقريبا".
كما ذكرت الصحيفة أنه وبحسب سجلات حكومية ومقابلات أجريت مع عدد من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، إضافة إلى مقابلات مع أقارب الشمراني، تبيّن أن الأجهزة الأمنية السعودية لم تكشف الأدلة المتعلقة بما كان ينشره الشمراني على وسائل التواصل الاجتماعي، وأردفت أن كشف هذه الأدلة ربما كان منع الشمراني من الالتحاق بالجيش السعودي والحصول على إذن لتقديم الطلب للمشاركة في برنامج تدريب عسكري أميركي.
وتابعت الصحيفة إنه وبحسب هذه السجلات والمقابلات فإن وزارتي الخارجية والحرب الأميركيتين فشلتا في تحديد "نمط" خطير لما كان يكتبه الشمراني على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي بيّن تبنّيه الفكر المتطرف.
وأضافت الصحيفة أن الشمراني كان على تواصل مع تنظيم "القاعدة" قبل عاميْن من مجيئه إلى الولايات المتحدة، حيث بقي على تواصل معه.
الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين عسكريين واستخباراتيين قولهم إن أحد العوامل التي جعلت عملية كشف الشمراني مهمة صعبة كانت كونه يشكل "إرهابيا من نوع جديد"، وقالت إن تنظيم "القاعدة" لم يكن يشرف على الشمراني في كل المراحل، وهو لم يكن مجرد شخص تحمّس نتيجة قراءته لما ينشر من فكر متطرف على الإنترنت، فقد كان أشبه بما اسمته المقاتل الموجه ذاتيا.
كما نقلت الصحيفة عن المسؤول السابق في "الـ CIA" بروس ريدل قوله إن تنظيم "القاعدة" تسلّل إلى داخل صفوف الجيش السعودي دون علم وزارة الداخلية السعودية.
الصحيفة أشارت أيضا إلى مشكلة وهي أن الشمراني كان تقدم بطلب الحصول على تأشيرة دخول دبلوماسية إلى الولايات المتحدة، وذلك ضمن برامج التدريب التي هي عادة ما تكون جزءا من صفقات التسلح، لافتة إلى أن السعودية اشترت من الولايات المتحدة ما تصل قيمته إلى 45 مليار دولار بين تسليح وتدريب خلال الاعوام الخمس الماضية.
وخلصت الى أن تشكيك بعض المشرعين والخبراء الاميركيين بما إذا كانت التعديلات التي تجريها الاجهزة الاميركية لمعالجة "الثغرات" ستكون كافية لمنع "تسلل" إرهابيين آخرين.