الخليج والعالم
مسؤول أمريكي سابق في CIA: سياسة ترامب غير مُنتجة
توقف المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "بول بيلار" في مقال نشر على موقع "ناشونال انترست" عند المواقف الصادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موضوعي هونغ كونغ والملف النووي الإيراني معتبرًا إيّاها متناقضة واهدافها المعلنة.
ورأى "بيلار" أن معارضة ترامب للاتفاق النووي مع إيران تعود إلى أسباب سياسية داخلية، بحيث سعى إلى التخلص من إنجاز حققه سلفه باراك اوباما على صعيد السياسة الخارجية، وتحدث عن عدم إنتاجية سياسة إدارة ترامب حيال ملف إيرن النووي، مشيرا إلى أن طهران خففت من مدى التزامها بالاتفاق النووي ردًا على الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب.
وأضاف "بيلار" أن التناقض بين أهداف إدارة ترامب وافعالها في ملف إيران النووي واضحة للعيان، وأن الخطوات التي تقدم عليها هي بمثابة دعوة لطهران لتصميم المفاعلات النووية "كما يحلو لها" على الامد الطويل، أما على الأمد القصير فالخطوات الأميركية هي بمثابة دعوة لإيران كي تستأنف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة عشرين بالمئة للأغراض الطبية.
وأشار "بيلار" إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاسبوع الفائت الذي قال فيه إن إيران يجب أن لا تحصل أبداً على أسلحة نووية، معتبرا أن الخطوة التي اعلنها بومبيو في هذا التصريح تمثل فعليا القضاء على الاجراءات التي كانت الإدارة الأميركية قد قبلت بها والتي صممتها من أجل ضمان الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي، وأن ما يهم ترامب وبومبيو هو استرضاء للقاعدة السياسية من خلال الايحاء بأن هناك إجراءات قاسية تتخذ بحق دول تعتبر من خصوم الولايات المتحدة.
وأردف أن الاهداف التي تعلنها إدارة ترامب ليست أهدافها الحقيقية، موضحا أن الاهداف الحقيقية تتمحور حول السياسات الداخلية وتشمل الادلاء بتصريحات تنسجم مع المواقف الحزبية.
وأضاف أن إدارة ترامب تسعى كذلك إلى تخريب الاتفاق النووي بحيث لن يستطيع بايدن (في حال أصبح رئيسا) العودة إليه، كما تحدث عن هدف أميركي آخر في السياسة المتبعة حيال ملف إيران النووي وهو استرضاء المؤيدين لحزب الليكود الإسرائيلي من قاعدة ترامب السياسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ذلك يصعب في دوره أكثر فأكثر تحقيق "السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي موضوع هونغ كونغ، أشار "بيلار" إلى تصريحات ترامب التي قال فيها إن الخطوات الاخيرة التي اقدمت عليها الصين إزاء هونغ كونغ هي "مأساة" للشعب هناك، لافتا في المقابل إلى الخطوات التي اعلنها ترامب لجهة البدء في تغيير سياسة واشنطن التي تميز ما بين هونغ كونغ والصين، وأضاف بهذا التغيير تكف واشنطن عن التعاطي الخاص مع هونغ كونغ وتتعامل معها كما تتعامل مع الصين.
وقال "بيلار" إن الصين تتحول إلى موضوع أساسي لدى ترامب والحزب الجمهوري، لافتا إلى الاعلانات التي صدرت عن حملة ترامب تصوّر فيها المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن متراخيا مع الصين، وأضاف ان القضية الاولى في الموقف المعادي للصين كانت التجارة، قبل أن يضاف إلى ذلك فيروس الكورونا ومن ثم هونغ كونغ، وأنه من الواضح أن ترامب لا يهمه إذا كانت سياسته ستساعد شعب هونغ كونغ او تردع الصين، بل ما يهمه هو الظهور بصورة الرجل القوي حيال الصين.