الخليج والعالم
سوريا بمواجهة العقوبات: لا مقايضة على المبادئ
محمد عيد
في معرض تعليقه على تصريحات ما يسمى المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري الداعية إلى قيام عملية سياسية في سوريا لا تتراخى إلى "تغيير النظام" وتلميح برفع العقوبات مقابل قطع سوريا علاقاتها مع إيران وفصائل المقاومة في المنطقة، لفت عضو مجلس الشعب السوري والوفد السوري لمباحثات جنيف محمد خير العكام إلى العروض الأمريكية الكثيرة التي قدمتها واشنطن لدمشق في مفاصل سياسية هامة مقابل استقالتها من دورها القومي والوطني الداعم لوحدة الصف العربي ولحركات المقاومة ضد العدو الصهيوني.
لا نقايض على المبادئ
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد العكام أن الأرض قد "فرشت سابقًا بالذهب للقائد حافظ الأسد من أجل الذهاب إلى واشنطن ولقاء الرؤساء الأمريكيين في البيت الأبيض لكنه اختار أن يلتقيهم في دمشق من موقع القوة أو من أرض تختارها سوريا كجنيف مثلا".
العضو السوري الحالي لمفاوضات جنيف أكد أن محاولات واشنطن للمقايضة مع دمشق كثيرة وتركزت مساعيها في مفاصل سياسية هامة كحرب تشرين التي قادت فيها سوريا الصف العربي ضد العدو الصهيوني وما أعقبها من توقيع مصر لاتفاقيات كامب ديفيد وخروجها من ساحة الصراع، مشيرًا إلى العروض التي تلقاها الرئيس الراحل حافظ الأسد باستعادة الجولان كاملا مقابل تخليه عن القضية الفلسطينية فكان رده حينها "سوف نجعل الجولان في وسط سوريا وليس على الحدود الجنوبية لسوريا".
وأشار العكام الى الحصار الخانق الذي مورس على سوريا في بداية التسعينيات لأنها وقفت مع المقاومة الوطنية اللبنانية التي دحرت العدو الصهيوني من أرضه تدريجيا حتى عام الألفين وما رافق ذلك من عروض أمريكية برفعه مقابل وقف دعم المقاومة وهو ما لم يلق آذانا صاغية من دمشق.
التاريخ يعيد نفسه
وحول العرض الحالي الذي تقدم به المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أكد العكام أن المقاربة الأمريكية الحالية شبيهة بما كانت عليه إبان زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد بعد سقوط بغداد مباشرة "عندما أتى كولن باول هم شعروا أن الأمريكي على الحدود الشرقية وبالتالي يمكن لهم ان يرهبوا السوري، وما أشبه اليوم بالأمس، اليوم يعتقد جيمس جيفري وقادته أن سوريا تخاف أمام هذا الحصار الاقتصادي، لكننا سنجد حلولًا اقتصادية وسريعة وسوف تفاجئ الولايات المتحدة وكل من يمارس حربًا اقتصادية علينا ولا يمكن أن نقبل بما رفضناه في الـ 2003.
العكام أكد أن السوريين سوف يمارسون استحقاقاتهم الوطنية في موعدها المحدد: "مصلحتنا الوطنية هي البوصلة"، مضيفا: "من استطاع الوقوف في وجه الإرهاب هذه السنوات التسع لن تخيفه هذه الإجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب ولن يخيفه حرق القمح الممنهج وهذه جريمة دولية يجب أن تحاسب عليها الولايات المتحدة الأمريكية وسوف نحاسبها في الأروقة الدولية، وعليها أن تحسب حسابا لما تقوم به من حرب اقتصادية وجرائم مخالفة للقانون الدولي في هذا المجال، وسوف نمارس صمودنا الاقتصادي ونجد حلولا لما يسمى قانون قيصر والحلول آتية وقريبة".
عضو مجلس الشعب السوري أشار إلى أن توقيت الطرح الأمريكي يؤكد أن واشنطن هي التي تقود هذه الحرب الاقتصادية على سوريا "وهي تعتقد خاطئة أننا في حالة ضعف وهذه الشائعات التي تبثها سواء فيما يتعلق بسعر الصرف أم بالواقع الأمني لن تؤثر علينا ولن نعطي الولايات المتحدة الأمريكية ما عجزت أن تأخذه عبر الكيانات الإرهابية".