الخليج والعالم
"ناشونال إنترست": واشنطن عاجزة عن هزيمة "طالبان"
أكد الممثل الأفغاني الأعلى السابق لدى القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أحمد مريد بارتاو أن أفغانستان ما تزال تشكل تحديا أمنيا أساسيا للولايات المتحدة بعد مرور 18 عاما على الحرب التي شنتها أميركا وحلفاؤها على هذا البلد الآسيوي.
وفي مقالة نشرت على موقع "ناشونال إنترست"، قال الكاتب "عندما تسلَّم ترامب الرئاسة في اوائل عام 2017 كانت هناك آمال بانه يمكن قلب موازين الميدان ضد حركة "طالبان" من خلال تبني استراتيجية جديدة وإرسال المزيد من القوات الأميركية، إلا أنه منذ العام الماضي هناك اجماع داخل الدوائر المحلية والدولية بأن لا إمكانية واقعية لتحقيق نصر عسكري ضد "طالبان"".
وتابع الكاتب "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان يكون عبر تسوية سياسية تقوم بضم "طالبان" الى النظام السياسي الافغاني، ويمكن لهذا الأمر أن يتم عبر إنشاء إدارة مؤقتة أو تعديل دستوري"، لافتا إلى أنه "لأجل هذا الهدف قامت الإدارة الأميركية بتكثيف مساعيها من خلال تعيين الدبلوماسي الاميركي الافغاني الأصل المعروف زلماي خليلزاد من اجل الحوار مع "طالبان" وإيجاد حل سياسي".
كما أشار الكاتب إلى أن "الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة المهتمة بالسلام والاستقرار في أفغانستان"، مضيفًا إن "قوى إقليمية مثل روسيا والصين والهند وإيران معنية بشكل كبير بما سيحصل في أفغانستان، ولدى هذه الدول مصلحة بمنع أفغانستان من أن تصبح مجددا ملاذا آمنًا للجماعات الإرهابية المختلفة، لذلك فإن هذه الدول تتشارك مسؤولية خلق الظروف المناسبة لعملية سلام قد تؤدي إلى تسوية سياسية دائمة".
الكاتب نصح الولايات المتحدة بـ"اغتنام الفرصة والانخراط مع "طالبان" للتأكيد على أن دور أميركا لن ينتهي حتى مع التوصل إلى تسوية سياسية مع الحركة"، وذكّر صناع السياسة الأميركية بأن "الحرب في أفغانستان تحصل ضمن إطار استراتيجي أوسع بالنسبة للمصالح الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها"، محذرًا من أن "الانسحاب الأميركي المتهور من أفغانستان قد يؤدي إلى المزيد من انعدام الاستقرار في هذا البلد والمنطقة عموما"،وفق تعبير الكاتب.
وتابع الكاتب "من المهم أن تتركز المساعي الدبلوماسية والسياسية ما بين مطالبة "طالبان" بانسحاب اميركي كامل وموقف الولايات المتحدة الداعم لتركيبة سياسية تكون مقبولة لجميع الاطراف"، مشيرا الى أنه "من الافضل لـ"طالبان" الدخول بحوار مباشر مع ممثلين عن الدولة الأفغانية حول انشاء حكومة موسعة".
وفي حين أكد الكاتب دخول كل اللاَّعبين الإقليميين في المحادثات كون أفغانستان تعتبر في غاية الأهمية لاستقرار المنطقة، رجح أن تكون الدولة الإقليمية الأقدر على مساعدة افغانستان على تحقيق السلام هي باكستان.
وفي هذا السياق، قال الكاتب "يمكن لباكستان تشجيع "طالبان" على الدخول بمفاوضات جادة مع الاميركيين والافغانيين تتمحور حول مستقبل دولة تكون مقبولة لجميع الافغانيين"، لافتًا إلى أن "مثل هذه الخطوة لن تصب في مصلحة باكستان فقط وإنما في مصلحة أطراف أساسية أخرى، خاصة أن التسوية السياسية التي تضمن الأمن المستمر في أفغانستان أساسية من أجل السلام والاستقرار والنمو في المنطقة".