الخليج والعالم
هل يُسقط الناخبون من أصل إفريقي ترامب في الانتخابات القادمة؟
تستحوذ تداعيات جريمة مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على مجمل القراءات في وسائل الإعلام الأمريكية. المحلّل في قناة "فوكس نيوز" جوان ويليامز اعتبر في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن أصوات الناخبين الأميركيين من أصول أفريقية أصبحت ترسم المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
وقال ويليامز إن هؤلاء الناخبين هم من جعلوا جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، مرجحًا أن يحسموا نتيجة الإنتخابات الرئاسية في ولايات متأرجحة مثل بانسلفانيا ومشيغان وويسكونسن، وتابع "الناخبون "السود" هم على الارجح سيختارون الرئيس الأميركي المقبل، وهم يشكلون نسبة 12بالمئة من كامل عديد الناخبين في الولايات المتحدة".
وبينما تحدث الكاتب عن أسباب عدة وراء تأييد الناخبين من أصل إفريقي لبايدن – مثل سجله في التعيينات القضائية وتوليه منصب نائب الرئيس خلال حقبة أول رئيس أميركي اسود (وهو اوباما) – شدد على أن السبب الاساس وراء تأييد هؤلاء لبايدن هو هزيمة ترامب، وأردف "احتمال بقاء ترامب لاربعة اعوام إضافية ليس مجرد موضوع سياسي للناخبين من أصل إفريقي بل موضوع شخصي، وهذا يعود إلى "خوف حقيقي" من العنصرية، سواء في موضوع العنف من قبل قوات الشرطة أو وباء الكورونا".
ونبّه الكاتب إلى إستطلاع أجراه مركز "Pew" للأبحاث بيّن أن نسبة الناخبين من أصل إفريقي الذين شاركوا في الإنتخابات الرئاسية الأميركية الماضية عام 2016 تراجعت للمرة الأولى منذ عشرين عاما.
الكاتب أضاف بأن ترامب يواصل مساعيه الهادفة إلى الحد من تأثير هؤلاء، مشيرًا إلى معارضة الرئيس الأمريكي للتصويت عبر البريد، وبيّن أن ذلك يعود إلى كون التصويت عبر البريد سيسهل عملية التصويت للأقليات، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن غالبية الاقليات سيصوتون لصالح الحزب الديمقراطي.
وتحدّث الكاتب عن أن "النساء البيض" قد نأين بأنفسهن عن الحزب الجمهوري خلال الإنتخابات النصفية الأميركية عام 2018، وقال إن أحد أسباب ذلك كان "الإنقسامات العرقية" التي "يشجعها" ترامب.
كما شدد على أن هزيمة ترامب في الإنتخابات الرئاسية الأميركية قادمة هي مسألة شخصية للأميركيين السود، وقال إن ما يزيد عن 80 بالمئة من السود الاميركيين يعتبرون أن ترامب هو شخص عنصري، وهزيمته في الإنتخابات في شهر تشرين الثاني نوفمر القادم هي بمثابة حركة الحقوق المدنية للسود اليوم".
ولفت الكاتب إلى تحليل اجراه مركز التقدم الأميركي بيّن أن المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية سيفوز بأصوات المجمع الإنتخابي بنسبة 294 صوتًا مقابل 244 صوتًا، وذلك في حال شارك الناخبون السود بنفس الكثافة التي شاركوا فيها خلال الإنتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012.
كذلك لفت إلى أن نسبة مشاركة الناخبين السود قد ترتفع أكثر فأكثر في حال اختار بايدن إمراة من البشرة السمراء كمرضحة لمنصب نائب الرئيس.
بالموازاة، أفادت استطلاعات للرأي أجرتها قناة فوكس نيوز أن ترامب متأخر عن بايدن في ولايات أوهايو وويسكونسن وأريزونا، وهي ولايات كان قد فاز بها ترامب في الإنتخابات الرئاسية الماضية عام 2016.
وبالنسبة لولاية أوهايو، فقد بيّن الإستطلاع أن بايدن متقدّم على ترامب بنسبة 45 بالمئة من الاصوات مقابل 43 بالمئة، والناخبون هناك يفضلون ترامب في الموضوع الإقتصادي بفارق 11 نقطة، لكنهم بفضلون بايدن في الموضوع العرقي بفارق 13 نقطة.
كذلك أفاد إستطلاع أوهايو بأن بايدن متقدم على ترامب بفارق ستة نقاط في موضوع التعامل مع أزمة وباء الكورونا.
أما في ولاية أريزونا، فقد أفاد الإستطلاع بان بايدن متقدم على ترامب بنسبة 46 بالمئة من الاصوات مقابل 42 بالمئة، بينما أفاد الاستطلاع في ولاية ويسكونسن أن بايدن متقدم على ترامب بفارق تسعة نقاط.