الخليج والعالم
حظر تجوّل في واشنطن ونيوريوك وترامب يهدّد المحتجين
لليوم السادس على التوالي، تتواصل الاحتجاجات الغاضبة في عدد من الولايات الأميركية جراء مقتل المواطن جورج فلويد على أيدي عناصر الشرطة الأمريكية في ولاية مينيسوتا.
وفي هذا السياق، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر الجيش لوقف الاضطرابات، وقال إنه "سيتخذ خطوات فورية لوقف العنف، وإنه بصدد حشد الموارد العسكرية والمدنية المتاحة لذلك".
وأضاف ترامب في خطاب ألقاه من البيت الأبيض إنه "سينشر الجيش الأميركي في المناطق التي تشهد الاضطرابات في حال رفضت أي ولاية تطبيق الإجراءات المطلوبة لوقف العنف"، مشيرا إلى أنه "سيواصل نشر آلاف الجنود المدججين بالسلاح وعناصر من الشرطة في واشنطن لوقف أعمال العنف والنهب وتدمير الممتلكات، والتي وصفها بأنها ليست احتجاجات سلمية بل "إرهاب محلي"، على حدّ تعبيره.
وبينما كان الرئيس الأميركي يلقي خطابه، كانت مواجهات تدور قرب البيت الأبيض بين محتجين والشرطة التي تدخلت واعتقلت عددا من المتظاهرين.
وتوعّد ترامب من وصفهم بمنظمي الفوضى بأنهم "سيعاقبون بسنوات طويلة في السجن"، مشيرا بالاسم إلى منظمة "أنتيفا" التي تسعى إدارته لتصنيفها "منظمة إرهابية".
وقال إن "الاضطرابات التي قتل فيها حتى الآن خمسة أشخاص هي موجة عنف وفوضى وتدمير للممتلكات تقف وراءها مجموعات تريد إشاعة الفوضى"، حسب تعبيره.
وبعد الخطاب مباشرة، غادر الرئيس الأميركي خارج البيت الأبيض مع وزيري العدل والحرب وعدد من مساعديه وحراسه، حيث توجه إلى كنيسة في الجوار تعرضت للحرق من قبل محتجين، ورفع نسخة من الإنجيل أمامها.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد نقلت تسريبًا صوتيًا لاجتماع بين الرئيس الأميركي وحكام الولايات يسخر فيه ترامب من حكام بعض الولايات التي شهدت احتجاجات تخلّلتها فوضى.
ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤولين مطلعين أن ترامب حث حكام الولايات -خلال مكالمة جماعية أجراها معهم- على استعادة سيطرة قوى الأمن على الشوارع باستخدام القوة، "وإلا سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى".
وكان ترامب اتهم في تغريدة على تويتر، وسائل إعلام أميركية مختلفة بنشر "معلوماتٍ مضلّلة"، وطالب في تغريدة أخرى باستعادة القانون والنظام في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وقال إن "المتاجر في المدينة تتعرض للنهب، وإنه يجب الاستعانة بالحرس الوطني للانتشار في المدينة كما حدث في ولاية مينيسوتا".
وسائل إعلام أمريكية أفادت أن حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جيه.بي بريتسكر قال لترامب إن "كلامه يزيد الوضع المتفجر سوءا، لكن رد ترامب عليه كان غاضبا".
نيويورك وواشنطن تعلنان فرض حظر تجول ليومين
وفي العاصمة واشنطن، أعلنت السلطات فرض حظر تجول لمدة يومين، على خلفية ازدياد الاحتجاجات التي اندلعت، وقالت رئيسة بلدية العاصمة موريل باوزر إن العديد من المحلات التجارية تضررت ونُهبت خلال الاحتجاجات، لا سيما خلال وقت متأخر من مساء الأحد.
كما أعلن حاكم نيويورك أندرو كورو وعمدتها بيل دي بلازي حظرا للتجول يسري من الحادية عشرة مساء أمس الاثنين حتى الخامسة صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
أما مدينة مينيابوليس، بؤرة الاحتجاجات التي عمت الولايات المتحدة، فشهدت حالة من الهدوء، إذ ذكرت مصادر محلية أن السلطات في المدينة تجري مفاوضات مع قادة الاحتجاجات لضمان سلميتها.
وأعلنت سلطات مدينة نيويورك تمديد العمل بحظر التجوال ليوم آخر إثر استمرار أعمال النهب، وذلك بعدما حطم محتجون واجهات المحلات التجارية في حي مانهاتن التجاري.
بدوره، أعلن عمدة مدينة نيويورك ومفوض الشرطة في المدينة أن عدد الذين اعتقلوا خلال احتجاجات ليل الأحد يزيد على أربعمئة شخص.
وكانت وسائل إعلام محلية أكدت أن عدد الموقوفين منذ بداية الاحتجاجات وحتى ليل السبت بلغ أكثر من 790 شخصا.
وفرضت السلطات الأميركية حظر التجوال في 40 مدينة وأعلنت حالة الطوارئ في 3 ولايات، واحتجزت نحو 4400 في الاحتجاجات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من ستة أيام، إثر مقتل فلويد، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".
تشريح مستقل ينسف التقارير الرسمية
من جهة اخرى، أكد طبيبان أمريكيان قاما بتشريح مستقل لجثة فلويد أن سبب الوفاة كان "اختناقا ميكانيكيا".
وأكد الدكتور مايكل بادن وهو أحد طبيبين قاما بتشريح الجثة بناء على طلب عائلة فلويد خلال مؤتمر صحفي في منيابوليس إن "فلويد لم يكن يعاني من أي مشكلة طبية كامنة ساهمت في وفاته، مضيفا أن وفاته كانت بسبب ضغط ركبتي ضابطي شرطة على عنقه وظهره.
وشدد الطبيبان على أن وفاته كانت جريمة قتل.
وكان تقرير التشريح الرسمي للجثة قد زعم أن "الوفاة لم تحدث نتيجة الاختناق".