الخليج والعالم
رئيس معهد "بروكينغز": حوادث مقتل السود على أيدي البيض خطيئة أميركا الأصلية
استبعدت صحيفة "واشنطن بوست" أن يتوقف تعرض الأميركيين من أصول إفريقية للتعنيف على أيدي قوات الشرطة بمقتل المواطن جورج فلويد، لافتة إلى أنهم طالما كانوا ضحية لعنف الشرطة الأميركية.
وفي مقال نشرته، قالت الصحيفة إن المظاهرات التي تشهدها المدن الأميركية لا تعود فقط إلى وفاة فلويد بعدما تعرض للتعنيف على أيدي الشرطة بل إلى أن قضية الأخير تأتي ضمن سياق أوسع.
كما أضافت أن وفاة فلويد تذكر بفرضية يومية يواجهها الأفارقة الأميركيون وهي أن حياتهم رخيصة وقد تنتهي بأية لحظة على أيدي أحد عناصر الشرطة.
الصحيفة تابعت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إستغل الوضع من أجل تأجيج الإنقسامات وإبعاد الأنظار عن مسائل أخرى وأن ترامب يرى أن الإنقسامات داخل أميركا فرصة له للتهديد بإستخدام القوة العسكرية وتجييش قاعدته الشعبية من الطبقة العاملة من البيض.
الصحيفة وصفت هذه الإستراتيجية بالـ"حقيرة" والتي تضر بالولايات المتحدة، لكنها قالت في الوقت نفسه إن هذه الإستراتيجية نجحت لترامب حتى الآن.
ومن ثم لفتت الصحيفة إلى مفارقة تتمثل في إشادة ترامب بالمتظاهرين البيض الذين تظاهروا في ولاية ميتشيغان ضد قرار الإغلاق بسبب فيروس كورونا، منبهة إلى أن هؤلاء كانوا مدججين بالسلاح، وفي المقابل قام بشجب المتظاهرين في مينيابوليس ووصفهم بالبلطجية، منبهة إلى أن هؤلاء عُزّل وينتمون إلى عرقيات مختلفة.
عقب ذلك أشارت الصحيفة إلى اعتقال عنصر الشرطة الذي قام بتعنيف فلويد المدعو ديريك تشوفين وإعلان "الـFBI" فتح تحقيق، وكذلك إلى كلام وزارة العدل الأميركية بأنها ستعطي أولوية للموضوع، غير أنها شددت على أن ذلك لن يكون كافيا أبدا لإخماد الغضب في مينيابوليس وغيرها من المدن الأميركية.
حوادث مقتل السود على أيدي البيض عنصرية ممنهجة وخطيئة أميركا الأصلية
في السياق نفسه، تناول رئيس معهد بروكينغز الجنرال الأميركي المتقاعد جايمس ألين-الذي كان قائدا
لقوات حلف "الناتو" في أفغانستان- قضية مقتل جورج فلويد والمواطن الأميركي الآخر من أصول إفريقية أحمد أربيري، الذي قضى برصاص رجل أبيض في ولاية جورجيا في شباط الماضي.
وأكد الكاتب أن هذه الحوادث هي عبارة عن عنصرية ممنهجة وأن العبودية هي خطيئة أميركا الأصلية، كما أضاف بأن مؤسسي الجمهورية الأميركية وواضعي الدستور الأميركي لم يحلّوا موضوع العبودية وأن سفك الدماء الذي حصل خلال الحرب الأهلية الأميركية كذلك لم ينهِ العبودية.
وختم الكاتب بالقول إن أبشع آثار العبودية تستمر اليوم في الولايات المتحدة بأشكال مختلفة وإن الأحداث التي حصلت مؤخرا تجسد هذا الإرث المروع والوحشي.