الخليج والعالم
باحث أمريكي: الحرب البادرة مع الصين خطأ استراتيجي كبير
رأى ريتشارد هاس، وهو رئيس "مجلس العلاقات الخارجية" الذي يعد من أهمّ مراكز الدراسات الأميركية، أن تبني الولايات المتحدة لسياسة الحرب الباردة مع الصين (على غرار السياسة الاميركية مع الإتحاد السوفييتي) يشكل "خطأ إستراتيجيا كبيرا".
وفي مقالة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أشار الكاتب الى أن أميركا قد تشهد تدهورًا على صعيد الأمن و"الازدهار" حتى إذا ما نجحت في مواجهة الصين، وأضاف "لا يمكن إلقاء اللوم على الصين بسبب نقص معدات الحماية وعدم إجراء الفحوصات كما يجب في الولايات المتحدة، على الرغم من أن الصين "تتحمّل مسؤولية كبيرة في انتشار الوباء" (وباء الكورونا)، ولفت إلى أن دولًا مثل تايوان وكوريا الجنوبية وسينغافورة والمانيا تعاملت مع وباء الكورونا بشكل افضل بكثير من الولايات المتحدة".
هذا وشدد الكاتب على ضرورة عدم القراءة الخاطئة للسياسة الخارجية الصينية، وقال إن "انشغال الصين الإستراتيجي" هو الحفاظ على سلامة اراضيها واستقرارها الداخلي، وهي تخشى من أن يؤدي "نجاح" اي مجموعة انفصالية إلى نجاحات مستقبلية مماثلة وإلى انهيار البلد وسقوط الحزب الشيوعي الصيني.
ووصف الكاتب الصين بأنها قوة اقليمية تسعى إلى تقليص نفوذ الولايات المتحدة في حديقتها الخلفية وتعزيز نفوذها في الدول المجاورة، وقال إن بيكن لا تسعى إلى تغيير النظام العالمي بل إلى تعزيز نفوذها فيه، مردفًا أن الصين لا تسعى إلى فرض نموذجها على دول اخرى في العالم أو إلى التحكم في السياسات الدولية في كل مناطق العالم.
الكاتب شدد على أن أي تنافس بين الولايات المتحدة والصين يجب ان لا يمنع التعاون بين الطرفين في مجالات المصلحة المشتركة. كما أضاف أن دمج الصين في اقتصاد العالم يجعل بيكن معنية في ترسيخ الاستقرار في آسيا ويعطيها كذلك سببا إضافيا لعدم استخدام القوة العسكرية ضد جيرانها.
كذلك قال الكاتب إن تحديد النجاح في ردع الصين يجب أن يكون بردع بيكن عن استخدام القوة ضد جيرانها أو تخويفهم، وتحدث عن ضرورة توطيد العلاقات مع دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند واستراليا وتايوان، وفي نفس الوقت عن عدم إجبار هذه الدول على أن تختار بين واشنطن وبيكن، واعتبر أن الهدف يجب أن يكون توجيه رسالة للصين مفادها أن مصالحها تقتضي التعاون في مواجهة التحديات الاقليمية والعالمية.
وخلص الكاتب الى ضرورة عدم إعادة احياء سياسة الحرب الباردة، وقال إن الصين ليست الاتحاد السوفييتي وإن التغييرات التي حصلت في العالم نتيجة العولمة تتطلّب فكرًا إستراتيجيًا جديدًا.