الخليج والعالم
جنرال أمريكي: الوجود العسكري في الشرق الأوسط يقوّض أمن الولايات المتحدة
حذّر الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي دانيال دايفيس من أن الوجود العسكري الأميركي الدائم في سوريا والعراق وأفغانستان لن يفشل في حماية أميركا وحسب بل سيضر بقدرتها على الدفاع عن نفسها ضد تهديدات محتملة في أماكن أخرى.
وفي مقالة نشرها في موقع "ناشونال إنترست"، أشار الجنرال إلى الرأي الذي يؤيده أنصار الوجود العسكري الأميركي الدائم في سوريا، وسمّى في هذا السياق الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الاميركي مارك ثرونبري، الذي زعم أن "الانسحاب من سوريا أو أفغانستان هو بمثابة الدعوة لـ"عودة "داعش" إلى الحياة".
كذلك أشار الكاتب إلى ما قاله السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي زعم أن "الانسحاب قد يمهد لهجوم آخر على غرار هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر".
في المقابل، دحض الكاتب هذه الآراء موضحا أن "مراجعة التاريخ الأميركي في الشرق الأوسط تكشف أن مخاوف هؤلاء غير منطقية"، وأضاف "أمر الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ريغن بانسحاب قوات المارينز بعد الهجوم الذي استهدف ثكنات المارينز ببيروت والذي أدى إلى مقتل 241 جنديا أميركيا عام1983".
وتابع الجنرال المتقاعد "توصل ريغن إلى خلاصة عام 1984 مفادها أنه ليس من مصلحة أميركا أن تتورط أكثر في لبنان، وكان قراره في محله، إذ أنه لم يُقتَل أي جندي أميركي بعد ذلك".
الكاتب أكد أن "بقاء عشرات آلاف الأميركيين في الخارج بهدف الاحتلال العسكري دون أية غاية واضحة هو أمر بلا جدوى، ويحد من قدرة واشنطن على حماية أراضيها ضد أية تهديدات وجودية محتملة قد تنشأ"، موضحا أن "التداعيات الطويلة الامد الناتجة عن السياسات العسكرية التي تبنتها الادارة الاميركية منذ هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر أدت من دون شك الى الحد من قدرة اميركا على خوض حروب تقليدية وتحقيق الانتصار فيها".
وخلص الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لن تكون في مأمن عبر نشر قواتها في الخارج، لافتا الى أن "هكذا سياسة تحد من قدرتها على خوض معارك وجودية، وقال "أميركا يجب أن لا تنسحب من سوريا وحسب، بل من العراق وأفغانستان"، وحذر من أن "تأجيل الانسحاب يزيد من المخاطر على الامن الاميركي".