الخليج والعالم
ماي تسعى لحلّ مشكلة الـ"بريكست" بالاتفاق مع إيرلندا
ذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية في وقت متأخر من يوم أمس أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تبحث تعديل اتفاق "الجمعة العظيمة" لإنهاء الأزمة المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد تخليها عن محاولات التوصل إلى اتفاق يحظى بقبول جميع الأطراف من خلال التفاوض.
وقالت الصحيفة إن "التعديل يقضي باتفاق بريطانيا وايرلندا على مجموعة مبادئ منفصلة، أو إضافة نص لدعم اتفاق سلام 1998 الذي يحدد الكيفية التي سيضمن بها الجانبان بقاء الحدود مفتوحة بينهما بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وكان الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية-الذي يدعم حكومة الأقلية التي تقودها ماي- قد طالب بإلغاء بروتوكول "الباكستوب" المتعلق بالحدود في اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.
الجدير بالذكر أن بريطانيا كانت قد اقترحت اتباع نظام بديل يسمّى "باكستوب" يضمن استمرار حرية الحركة عبر الحدود الإيرلندية، في محاولة لتحفيز مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي التي تسير ببطء.
ومن شأن الاتفاق على الاقتراح الحفاظ على حرية حركة البضائع والأشخاص بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية، وهي جزء من بريطانيا حتى كانون الأول/ ديسمبر 2021.
وينص الاقتراح أيضا على أنه بدلاً من الإبقاء على إيرلندا الشمالية فقط في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، الذي أوصى به الاتحاد كحل مساند، يجب اعتبار بريطانيا ككل جزءا من المنطقة الجمركية.
أما اتفاق "الجمعة العظيمة" أو اتفاق "بلفاست"؛ والذي تم التوقيع عليه سنة 1998 بين بريطانيا وجمهورية إيرلندا وأحزاب إيرلندا الشمالية، فيدعو البروتستانت إلى تقاسم السلطة السياسية في إيرلندا الشملية مع الأقلية الكاثوليكية وتعطي جمهورية إيرلندا رأيًا في شؤون إيرلندا الشمالية.
ويهدف الاتفاق إلى وضع حد للنزاع في صورة نهائية، وتحقيق التعايش السلمي بين طوائف إيرلندا الشمالية، وبينها وبين جمهورية إيرلندا، وقد شكّل الاتفاق نهاية حقبة من حرب أهلية مذهبية امتدت لأكثر من ثلاثين عاما بين الكاثوليك والبروتستانت، وقتل خلالها نحو 3500 شخص.