الخليج والعالم
مجموعة الازمات الدولية: ادارة ترامب تفشل بالضغط على إيران
نشرت مجموعة الازمات الدولية تقريرًا حول الاتفاق النووي مع ايران، وذلك بمناسبة مرور ثلاثة اعوام منذ بدء تنفيذ هذا الاتفاق، وقالت ان واشنطن تقوم "بتقويض" هذا الاتفاق عبر اعادة فرض العقوبات، وان ذلك واضافة الى مخاطر "التوترات الاقليمية" والتقارير التي تفيد بأن بعض المسؤولين الاميركيين يريدون مواجهة، انما يجعل الاتفاق النووي عرضة للخطر.
واعتبرت المجموعة ان ايران قد تستمر بنهجها الحالي القائم على الامتثال للاتفاق والانتظار حتى مغادرة ادارة ترامب، لكنها شددت في المقابل على ان ذلك يتطلب مساعٍ مستمرة من قبل اوروبا على وجه الخصوص، اضافة الى روسيا والصين، اذ سيكون مطلوبًا ان يقدم هؤلاء حوافز دبلوماسية واقتصادية لايران.
كما قالت المجموعة ان ايران يمكنها ان "تسهل" هذه المساعي من خلال "تحسين معاييرها المصرفية" (وفق تعبير المجموعة)، و"اظهار قدرتها على لعب دور اكثر بناء في المنطقة"، وتحدثت بهذا السياق عن الضغط على انصار الله باليمن من اجل تنفيذ "الاتفاق الاولي" الذي ابرمه الموفد الاممي الخاص.. كذلك اكدت المجموعة على ضرورة ان يؤكد مرشحو الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2020، نيتهم اعادة الانضمام الى الاتفاق النووي بعد انسحاب ادارة ترامب منه.
وتابعت المجموعة بأن الاتفاق النووي، ومع دخوله العام الرابع منذ بدء التنفيذ، يحقق هدفه الاساس. وقالت بهذا السياق انه، وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان برنامج ايران النووي يبقى "مقيدًا" بسبب الاتفاق..غير انها اردفت بالوقت نفسه ان "الصفقة الاساسية" للاتفاق (الاعفاء من العقوبات مقابل فرض قيود "نووية" والمراقبة) قد "انحلت"، وبأن اعادة فرض العقوبات الاميركية قد حرمت ايران من اغلب المكاسب التي وعدت بها.
كما قالت المجموعة انه بالنسبة لبعض المسؤولين الاميركيين، فإن الهدف هو اعادة ايران الى طاولة التفاوض، بينما بالنسبة لآخرين، فهو الضغط على ايران كي تقوم "بكبح تحركاتها الاقليمية وبرنامجها للصواريخ البالستية"، كذلك تحدثت عن معسكر ثالث من المسؤولين الاميركيين الذين يريدون زعزعة استقرار ايران او حتى الاطاحة بالنظام في الجمهورية الاسلامية.
المجموعة اضافت بأن مصير الاتفاق النووي مع ايران يبدو انه يعتمد الآن على سباق "ثلاثي" ضد الزمن، اذ قالت ان الولايات المتحدة تحاول ممارسة "الضغوط القصوى" ضد ايران خلال اقصر فترة زمنية، على امل انهيار الاقتصاد الايراني، بينما تمارس ايران الصبر على امل فشل ادارة ترامب وانشغالها بامور اخرى، او خروج ترامب من البيت الابيض عام 2020.. أما ثالثا فاشارت الى مساعٍ اوروبية من اجل انقاذ الاتفاق من خلال تقديم حوافز اقتصادية ودبلوماسية لايران.
وتابعت المجموعة بانه وفي ظل عدم احتمالية "اعادة التفاوض" وممانعة ايران لنجاح سياسة الضغوط التي يمارسها ترامب، اضافة الى تجربة ايران الطويلة بتحمل الضغوط الاقتصادية، فإن واشنطن وبينما قد تنجح "بخنق اقتصاد ايران" (بحسب تعبير المجموعة)، فانها لن تحقق اي من اهدافها المرجوة، كما حذرت من الدخول بمواجهة عسكرية بين ايران والولايات المتحدة.
وقالت المجموعة كذلك ان اتفاق "وريث" لخطة العمل المشتركة سيكون مطلوبًا على الارجح في مرحلة ما بالمستقبل، كما اردفت بانه يمكن الاستفادة من العامين المقبلين من اجل بحث خيارات لاتفاق "وريث" يكون مستدامًا اكثر ويخدم مصالح جميع الاطراف.