الخليج والعالم
الغرب يُشيطن الصين
رأى الكاتب بيتر أوبورن في مقالة نشرها موقع "ميدل ايست أي" البريطاني أن أزمة وباء "كورونا" أعادت رسم الوضع الجيوسياسي العالمي، إذ أصبح يشار إلى الصين اليوم على أنها "العدو الوجودي الجديد" تماما كما كان يشار إلى الإسلام قبل عشرين عاماً"، حسب تعبيره.
وأضاف الكاتب أن الغرب "يحب وربما يحتاج عدوًّا، وأن المستهدف هذه المرة هو الصين"، مشيرا إلى أن "الجهات السياسة والإعلامية التي استهدفت الإسلام وصورته هي نفسها تستهدف بكين اليوم".
أوبورن شبّه الخطاب الذي يتبناه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال الصين بالأسلوب الذي انتهجه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وقال إن "خطاب ترامب التصعيدي حيال الصين ازداد مع أزمة وباء "كورونا".
ولفت الكاتب إلى دراسة اجراها المفكر الأميركي صموئيل هنتنغتون تحت عنوان "صراع الحضارات"، وقال إن "هذه الدراسة مهّدت للحروب ضد بلدان إسلامية، على الرغم من أن هنتنغتون لم يكن يتحدث فقط عن الإسلام، بل اعتبر كذلك ان الصين تشكل "التهديد الأكبر للغرب على الأمد الطويل".
وخلص الكاتب إلى أن "مرحلة تصنيف الإسلام كعدو اساسي ربما اقتربت نهايتها"، مشيرا إلى أن "الغرب ربما وجد عدوًا جديدًا".
السفيرة الاميركية السابقة لدى الأمم المتحدة تحرّض ضدّ الصين
من جهتها، اعتبرت السفيرة الاميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن "التحدي الذي يشكله "الشيوعيون الصينيون" يجب النظر إليه على غرار ما كان يُنظر إلى الاتحاد السوفييتي".
وادعت أن "التضليل الذي مورس حول وباء "كورونا" ليس الخطر الأكبر الذي تشكله "الشيوعية الصينية""، وقالت إن "التهديدات الآتية من الصين لا تأتي من أي بلد آخر".
وتابعت هايلي تحريضها ضدّ الصين، زاعمة أن الأخيرة كثفت "اعمالها العدائية في بحر الصين الجنوبي"، وقالت إن "وزارة الخارجية الاميركية اعربت عن "مخاوف" من قيام بكين بإجراء تجارب على الاسلحة النووية".
وأردفت "الصين قامت بتكثيف قدراتها العسكرية على المستوى المحلي، وأنشأت دولة رقابة، واستولت على وكالات أممية مثل منظمة الصحة العالمية، كما تقوم بمضايقة جيرانها خاصة "الشعب الحر" في تايوان"، حسب تعبيرها.
ورأت أن "الحزب الشيوعي (الصيني) يسيطر على الجهاز العسكري وقطاعات التجارة والتكنولوجيا والتعليم، وأن كل ما يقوم به قادة الصين يهدف إلى توسيع سلطة هذا الحزب".
وأشارت الى أن "الصين حالة مختلفة لانها ملتزمة بفكر شيوعي يعتبر نظامه متفوقًا ويسعى إلى الترويج له بكافة السبل"، وتابعت أن "أمن اميركا يستند الى منع القوى "البعيدة" من حشد ما يكفي من القوة لتصبح تهديدًا"، وقالت إنه "تم التصدي لألمانيا (خلال حقبة النازيين) مرتين وللاتحاد السوفييتي لهذا السبب بالتحديد".
ولفتت الى أن ""الصين الشيوعية" تمتلك قوة اقتصادية اكبر بكثير مما كان يمتلك الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وقالت إن المصلحة الامنية تقتضي "مواجهة هذا التهديد".
وخلصت الى أن هذا "التحدي ليس تحدي اميركا فقط، وعلى الدول الحرة أن تتوحد من اجل مواجهته".