الخليج والعالم
"مناعة كورونا" .. هل تنجح في السويد وسويسرا؟
بدأ باحثون سويسريون، اليوم الخميس، بجمع عينات دم واستطلاع مواطنين لتحديد نسبة السكان الذين باتت لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد ومستوى المناعة.
وجرى إطلاق دراسة "مناعة كورونا" من قبل الأكاديمية السويسرية للصحة العامة وضمت 12 مؤسسة جامعية حيث "تجري على المستوى الوطني لجمع بيانات وبائية عن المناعة" لفيروس كورونا المستجد كما جاء في بيان نشر على موقع البرنامج.
وتستمر الدراسة لستة أشهر على الأقل لأجل الحصول على "معلومات موثوقة عن عدد حاملي الأجسام المضادة لوباء كوفيد-19 في المناطق المختلفة ومجموعات محددة من السكان وعن مدى المناعة ومدتها" ضد الفيروس.
وستقدم هذه البيانات معلومات "عن احتمال الإصابة مجددًا بالفيروس"، الذي تسبب بوفاة 1300 شخص في سويسرا حيث سجلت 28500 إصابة.
وبدأت إيطاليا وألمانيا بتجارب على المستوى الوطني حول الأجسام المضادة وأعلنت دول أخرى نيتها في إجراء تجارب مماثلة قريبًا.
إلى ذلك، لم تقم السويد بفرض إغلاق مشدد على المحلات التجارية وتنقل مواطنيها، لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد، وراهنت على ما يعرف بالمناعة الجماعية أو "مناعة القطيع".
وحرص البلد الأوروبي على إبقاء الحياة العامة طبيعية قدر الإمكان، فظلت المطاعم والمقاهي مفتوحة أمام من يريد ارتيادها، وخرج الناس في نزهات إلى الحدائق، رغم تسجيل أكثر من 16 آلاف إصابة مؤكدة.
وتقوم الاستراتيجية التي طبقتها السويد في مواجهة فيروس كورونا المستجد على حماية كبار السن والأكثر عرضة للمضاعفات الناجمة عن الوباء، لكن مع السماح ببعض التفشي في الأماكن العامة، حتى يكتسب الناس مناعة ضد العدوى، لاسيما أن نسبة مهمة ممن يصابون بكورونا لا تظهر عليهم أي أعراض.
لكن، بحسب دراسات علمية، فإنّ مناعة القطيع ليست آمنة العواقب، فإذا كانت قد آتت ثمارها في دولة متقدمة مثل السويد، فإنه من شأنها أن تسفر عن وضع كارثي في دول أخرى ذات أنظمة ضعيفة للرعاية الصحية، وربما تجد المستشفيات نفسها عاجزة أمام عدد هائل من المرضى، في حال أزيلت القيود المفروضة على التنقل.
وبما أن "مناعة القطيع" تسمح للفئات الأقل عرضة بأن يخرجوا، أي شريحة الشباب، فإن منظمة الصحة العالمية نبهت في وقت سابق إلى أن صغار السن ليسوا في مأمن من المرض، حتى وإن كان المسنون أكثر ضحايا المرض.