الخليج والعالم
احياءً لمسار أستانة .. وزراء خارجية الدول الضامنة يتحدثون عبر الفيديو في ظل انتشار كورونا
دمشق - علي حسن
بسبب فايروس كورونا، بحث وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانة إيران وروسيا وتركيا عبر تقنية الفيديو مستجدات ادلب ولجنة مناقشة الدستور السوري، فأكدوا ضرورة استمرار المشاورات في أعلى المستويات باعتبارها أفضل حل للأزمة السورية، كما اتفقوا على ضرورة احترام سيادة سوريا وفصل الإرهابيين عن المعارضة.
الأطراف الثلاثة اتفقوا أيضًا على عقد اجتماع القمة السادس في إيران بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها بما يتعلق بانتشار فايروس كورونا، فيما أكدت الخارجية الإيرانية استمرار المشاورات وأن عملية أستانة هي الأهم والأكثر تأثيراً لحل الأزمة السورية، مشيرة الى ضرورة إلغاء العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سوريا مع انتشار كورونا.
بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى سوريا ولقائه المسؤولين السوريين، تحدث وزراء خارجية كل من إيران وتركيا وروسيا عبر تقنية الفيديو استمرارًا للعمل وفق مسار أستانة.
عضو الوفد السوري السابق لمحادثات جنيف الدكتور أسامة دنورة قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ ظريف "عرض في الثامن من شهر شباط الماضي الوساطة بين سوريا وتركيا، وكان آنذاك التوتر بين البلدين كبيرًا".
وتابع "اليوم نجد حماسة إيرانية لإحياء مسار أستانة رغم انتشار فايروس كورونا حول العالم، وهذا يأتي في ظل حاجة جميع الأطراف إلى مثل هذا الدور، فعلى الرغم من أن الموقف التركي المعروف بإطلاق الفقاعات الهوائية إلا أنه بحاجة لتحريك المسار السياسي وتخفيف الحمولة الزائدة على الوضع العسكري لعدة أسباب أولها التورط غير المحسوب بالدخول لادلب والذي لا يمكن أن يؤطر ضمن إطار استراتيجي أو يوضع له عنوان شرعي وغير شرعي حتى لتسويقه كخيار صحيح ومفيد للدولة التركية، كما أنه أصبح على احتكاك مباشر مع الجماعات الإرهابية ولم ينجح بفصلها عما يعتبرها معتدلة، وبالتالي لم يحصل التركي حتى اليوم على أي ثمن سياسي يطمح له ولم يستطع أيضًا أن يحرك ساكنًا فيما يتعلق بالجماعات الموجودة في الشمال الشرقي لسوريا وقوى الأمر الواقع التي يقول إنها تدعم حزب العمال الكردستاني في الداخل التركي".
ولفت دنورة الى أنّ "كل ذلك زاد الأعباء الداخلية والخارجية على تركيا ورأينا كيف وصل الأمر لحد تبادل اللكمات داخل البرلمان التركي وبالتالي ازدياد الشرخ الشاقولي في الداخل، وتركيا بحاجة لألّا يكون الأمر متروكًا إلى ما لا نهاية دون أن يكون هناك استشراف مستقبل لطريقة تفكيك هذا الوضع"، موضحًا أن الطرفين السوري والروسي يدركان حساسية التركيبة المعقدة للوضع في الشمال السوري إن كان شرق الفرات أو غربه، خصوصًا وأنّ الدور الروسي في احتواء التوغل التركي وصل الى درجة بعيدة وحساسة لجهة تدحرج الأمر إلى حافة المواجهة العسكرية مجددًا، ومن هنا يأتي الدور الإيراني في توقيت مناسب لتحريك المسار السياسي علّه يخفف الضغط قليلاً عن الوضع العسكري الميداني".
وبليّن دنورة أنّ "هذا الأمر أنتج تجديدًا للأجواء وعلى الرغم من أن البيان الختامي للاتصال بين وزراء خارجية الدول الضامنة لم يخالف البيانات السابقة من حيث الجوهر، إلا أنه عبّر عن تجديد الثقة الثلاثية الأطراف لهذا المسار وبالتالي العمل على إبعاد احتمالية الصدام والتوتر حتى الانعقاد الجديد للقمة الذي يمكن على أساسه استشراف المرحلة المقبلة، بما فيها من تعقيدات تتمثل بالوجود الاحتلالي التركي وتفكيك الجماعات الإرهابية".
قبل أيام كان هناك مزاعم لإردوغان تتعلق بخرق للملحق المتعلق ببروتوكول اتفاق سوتشي الموقع في الخامس من شهر آذار، الدكتور أسامة دنورة يضع خلال حديث لـ"العهد" هذه التصريحات التركية في سياق محاولات الحريك السياسي والتحرش الدبلوماسي ورفع وتيرة الضغط اللفظي لكي يكون هناك شيء جديد في هذا الإطار، مؤكدًا أنّ "أول من يلام في هذا الجانب هو الجانب التركي نفسه لأنه لا يزال سببا للوضع الغامض، إذ إنه لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بفتح طريق الـM4 وعمليًا لم ينفذ أي شيء مما يترتب عليه سوى أنه حاول تسيير دوريات مشتركة مع الروس واعترضت ما وضع الكرة في الملعب التركي ولكن هناك رأي لدى جميع الأطراف بالمجمل بأن الإبقاء على الوضع دون تشاور وترميم الضرر الذي وقع بمسار أستانة سيؤدي لتدهور الأوضاع من جديد لذلك يجب إيجاد نوع من التواصل السياسي والدبلوماسي كي يُنفّس هذا الاحتقان ويتم استباق أي احتمالية لتدهور الوضع من جديد".