الخليج والعالم
كيف يستذكر التونسيون عدوان نيسان في لبنان؟
تونس- روعة قاسم
أربعة وعشرون عاما مضت على ملحمة حرب نيسان التي وقعت عام 1996 ولا تزال مشاهدها بكل ما حملته من عنفوان المقاومة اللبنانية وصمود الشعب اللبناني، ماثلة في ذاكرة الكثيرين من الذين عايشوا تلك الفترة.
هذه الملحمة البطولية شكّلت مرحلة هامة في تاريخ الصراع مع المحتل وكانت البداية لهزائم متتالية قضت على مزاعم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، والذي انهزم للمرة الأولى أمام بندقية المقاومة اللبنانية ورجالاتها الأبطال، فلا يمكن نسيان عملياتها النوعية ضدّ الذي شنّ قصفا عنيفا على لبنان برا وبحرا وجوا وانتهى بهزيمته وإجباره لاحقا على الانسحاب النهائي في عام 2000.
الانتصار الكبير
يؤكد صلاح المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح في حديث لموقع "العهد" الاخباري" أن عناقيد الغضب انتهت بانتصار كبير لحزب الله، ويقول إن الأمر الأساسي في تلك الحرب العدوانية هو بروز المقاومة اللبنانية كقوة ردع كبيرة في مواجهة العدو الصهيوني، وتُوّجت باعتراف دولي بالمقاومة أي بالاتفاق الذي تمّ في آخر الحرب بوساطة ألمانية، ويتابع "الأمر الثاني المهم في تلك الحرب العدوانية هو مجزرة قانا التي حصلت في 18 نيسان وراح ضحيّتها مدنيون التجؤوا الى الأمم المتحدة واستشهد فيها اكثر من 100 شخص، اطفالاً ونساء، وكانت من أبشع الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في تاريخه".
ويشير محدثنا الى أنه "على المستوى العربي ظهرت المقاومة اللبنانية كأمل جديد وأعطت عناقيد الغضب البعد العربي للمقاومة اللبنانية وهيأت الأمة العربية والإسلامية لانتصار 2000"، ويردف:" أكثر من 700 هجمة صاروخية قادها حزب الله على شمال الأراضي المحتلة ولا يمكن نسيان كيف كان يوجه السيد حسن نصر الله خطابه الى المغتصبين الصهاينة وكيف كانوا يصدقونه ويلتجئون الى الملاجئ.. كل هذه الصور ما زالت ماثلة في ذاكرة أغلب الذين عاشوا تلك المرحلة وحينها بدأت الآمال بالانتصار الجديد ".
بداية الهزائم الاسرائيلية
اما الصحفي والكاتب التونسي محمد بوعود فيرى في حديث لـ "العهد" أن هذه الحرب كانت بداية الهزائم الإسرائيلية وجاءت بعد اجتياح عام 1982 وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، وبعد ظهور المقاومة اللبنانية باعتبارها الطرف المقاوم الرئيسي الذي يريد تحرير جنوب لبنان ويحمل رؤية استراتيجية لتحرير فلسطين وقلب المعادلة في المنطقة، ويعتبر أنه إثر العمليات النوعية التي خاضتها المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي يبدو أن العدو قرر في تلك الفترة شنّ عمليات قصف عنيف على لبنان برا وبحرا وجوا وضرب خلالها مقرات الأمم المتحدة ولم يستثن شيئا. ويقول "كان عدوانا همجيا لكن كانت نهايته هزيمة شنعاء لقوات الاحتلال التي لم تستطع ان تنجز أيا من مهامها وأجبرت لاحقا في عام 2000 على الانسحاب وعام 2006 على الهزيمة النهائية والتسليم والخروج من كل الأراضي اللبنانية" .
المقاومة هي الرادع الرئيسي في المنطقة
ويؤكد بوعود أن هذه العملية كانت بداية نقلة نوعية للمعارك التي كانت فيها إسرائيل هي التي تصول وتجول وتفرض معادلاتها وتفرض على الجانب الآخر ان يكون في موقع دفاعي ضعيف، إلّا أنها كانت في هذه العملية في الموقع الذي يتلقى الضربات والقصف الصاروخي ليلا نهارا وعلى كامل شمال فلسطين المحتلة، وأجبرت في نهاية المطاف على الاعتراف بان المقاومة هي العنصر الرئيسي الرادع في المنطقة والعنصر الحقيقي في المعادلة التي قلبت كل المعطيات التي كانت سائدة الى حدود نيسان 1996.
نهج المقاومة ثابت
اما الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي محسن النابتي فيقول لـ "العهد" إن عملية عناقيد الغضب وكل المعارك التي خاضتها المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني هي درس لكل انسان واثبتت انه في التاريخ الإنساني، ومهما كانت التحولات والعصور، يبقى هناك نهج واحد ثابت هو نهج المقاومة الذي تنتصر فيه الشعوب، وأن الشعوب المقاومة والتي تعتمد على امكانياتها هي الأقرب لتحقيق النصر وحسم المعركة".