الخليج والعالم
سياسات ترامب .. وباء أكثر فتكًا
تشهد الولايات المتحدة الأميركية وباء من نوع آخر، ولعله أفتك من وباء فيروس "كورونا"، وهو ظاهرة تسلّط رئيسها دونالد ترامب الذي عانت وتعاني من خبثه الشعوب في العالم، فيما كشفت جائحة كورونا مدى وحشيته، لكن المفارقة اليوم أن الشعب الأميركي قد لحظها وبقوة.
ففي وقت يعاني المواطنون الأميركيون من انتشار الفيروس المستجد، ينشغل ترامب في تحدياته الـ "دون كيشوتية" مع الصين وإيران ودول أخرى ومنظمات أممية كمنظمة الصحة العالمية، وانسحب هذا الأمر الى تحريض متظاهرين مسلحين على التمرّد على حكام ولايات مينيسوتا وميشيغان وفرجينيا الديمقراطيين، وعلى حكام الولايات المحجور سكانها صحيًّا بسبب فيروس كورونا.
وكان غرّد الرئيس الاميركي بتغريدات على "تويتر" حثّ فيها مؤيديه في ثلاث ولايات يقودها حكام ديمقراطيون على التحرر من قيود البقاء في المنزل، وقال "وجدت أوامر البقاء في المنزل صعبة للغاية. يجب أن تُرفع تلك الأوامر في ميشيغان ومينيسوتا وفرجينيا".
وسبق تغريدات ترامب، خروج آلاف من سكان ولاية "ميشيغن" الأمريكية بمظاهرة شعبية، تخلّلها حمل السلاح، وذلك للتنديد بأوامر البقاء في المنزل، مُطالبين بإعادة فتح الولاية. وقد أشار السيناتور كريس مورفي إلى دور ترامب بتشجيعه الأميركيين على الانخراط في "تمرد مسلح"، حيث ربط ما بين تغريداته وبين ظهور أنصاره بأسلحة هجومية.
بل أكثر من ذلك وعلى الرغم من التحذيرات المتتالية، يتوجّه ترامب وبقوة إلى فتح الاقتصاد فيما حكام ولايات يحذرون من نتائج كارثية لهكذا قرار.
والأفظع من كل ما ورد، وفي دليل إضافي يدلّ على حماقة الرجل وتهوره، أنه يدعو إلى كسر إجراءات الحجر الصحي، فيما تعاني الولايات المتحدة من نقص في الأدوية الرئيسة، حيث تشير تقارير إلى فشل الحكومة الفيدرالية، حتى الآن، في تزويد أعضاء الكونغرس بمعلومات حاسمة حول إمدادات الأدوية في البلاد ونطاق النقص المحتمل.
وبحسب "ياهو نيوز"، فإن السناتور الديمقراطي غاري بيترز، العضو البارز في لجنة الأمن الداخلي وشؤون الحكومة، دقّ ناقوس الخطر بشأن إمدادات العقاقير والأدوية حتى قبل تفشي الوباء.
وبحسب التقرير، يواجه النظام الطبي في الولايات المتحدة بالفعل نقصًا في معدات الحماية واختبارات الفيروسات التاجية. ويشير بيترز في هذا الصدد إلى إن نقص الأدوية سيصبح أكثر حدة، حيث يقول "إن نقص العقاقير الدوائية قادم بشكل مباشر".
وكانت لجنة تابعة لـ "بيترز" قد أشارت في تقرير لها في كانون الأول/ديسمبر 2019، أي قبل تفشي كورونا، إلى أن "نقص الأدوية الحقيقي في الولايات المتحدة" كان "في أعلى مستوياته منذ ما يقارب خمس سنوات" بسبب عوامل متعددة من بينها تضاؤل قدرة الولايات المتحدة على التصنيع و"الاعتماد المفرط على الاستيراد وتوريد المستحضرات الصيدلانية الأجنبية".
وفي بيان لـ Yahoo News، اعترفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأن نقص الأدوية يعتبر مشكلة وإن العديد من المستشفيات تواجه حاليًا صعوبات في الوصول إلى منتجات الأدوية المعتمدة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير المستخدمة لمرضى كورونا.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024