الخليج والعالم
حراك تونسي حثيث لإعادة العلاقات مع سوريا
تونس – روعة قاسم
يتواصل حراك المجتمع المدني في تونس والنشطاء والسياسيين والمثقفين التونسيين للضغط من أجل فك الحصار عن سوريا وإعادة العلاقات معها. مجموعة من المثقفين والناشطين والإعلاميين التونسيين وقعوا عريضة موجهة الى رئيس الجمهورية التونسية والأحزاب والمنظمات الوطنية والى مختلف الجمعيات والمجتمع المدني وأعضاء مجلس النواب يطالبون فيها بالاسرع في مراجعة المواقف السابقة من الجمهورية العربية السورية وذلك بفتح السفارات واعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وبحسب ما جاء في العريضة، فإن العالم يعيش في حرب عالمية ضد هذه الجائحة التي دمرت الاقتصاد في كل دول العالم مما جعل كل دولة تحاول المواجهة بمفردها ومن بين هذه الدول الجمهورية العربية السورية التي تعيش عدة حروب في نفس الوقت وهي مواجهة الكورونا ومواجهة العصابات الإرهابية ومواجهة العقوبات. لذلك من الأهمية بمكان فك الحصار الجائر عن سوريا في أسرع وقت ممكن. ومن بين الموقعين، محامون وحقوقيون واعلاميون وسياسيون وغيرهم مثل المحامي نجيب الخصخوصي والمحامي حسن عز الدين الدياب ومحمد السعيد حمادي وماجد البرهومي وسامي الفاتح واحمد البوزيدي والأسعد ضيف الله وصياح وريمي حنان الزياني إضافة الى اعلاميين وصحفيين مثل هشام الحاجي ومحمد بوعود والجمعي قاسمي وآسيا العتروس وغيرهم.
وقد سبق أيضا أن تنادى بعض المثقفين والجامعيين والحقوقيين والنشطاء في تونس قبل أسبوعين لتوقيع عريضة تضامن مع سوريا لفك الحصار عن شعبها وإعادة العلاقات ووقف الحظر المفروض على التنقل بين البلدين. وشارك في التوقيعات آنذاك أكثر من مئتي شخصية من مختلف المجالات والقطاعات الثقافية والفكرية والاقتصادية في البلاد، دعوا جميعهم الى ادانة الحرب على سوريا ودعم الشعب السوري بمختلف السبل الثقافية الممكنة في كفاحه ضد الإرهاب التكفيري ونضاله لتحرير أرضه من الأمريكيين والصهاينة والأتراك.
رسائل للداخل والخارج
يؤكد الصحفي والكاتب التونسي محمد بوعود -وهو من الموقعين على العريضة الجديدة- على أهمية هذا الحراك والرسائل التي يوجهها للداخل والخارج، مشيرا في حديثه لموقع "العهد" الإخباري الى أن الرسالة الأولى موجهة للسلطة التونسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية الذي كان قد وضع بندًا في برنامجه الانتخابي يتضمن إعادة العلاقات مع سوريا، وأكد بصريح العبارة في المناظرة المتلفزة الأولى والثانية التي جرت أثناء الحملة الانتخابية، أنه سيعيد العلاقات مع سوريا وأن هذه المظلمة يجب أن تنتهي. ولكن -بحسب محدثتنا- فانه الى الآن لم يتم تحقيق هذا الوعد.
لذلك هذه العريضة تأتي كنوع من التذكير لرئيس الجمهورية الذي صوتّ له كثير من ناخبيه على أساس انه سيعيد العلاقات مع سوريا وسيعيد الاعتبار لهذه القضية العادلة وانه سيساهم في رفع المظلمة عنها والمساهمة في رفع الحصار الجائر عنها من خلال جامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية. أما الرسالة الثانية للعريضة -بحسب محدثنا- فإنها موجهة للعالم الذي أثبت من خلال الحالة الوبائية المفاجئة انه عالم قراصنة وحروب وصراع الأقوياء من أجل المصالح الذاتية لكل فئة.
ويتابع بوعود :" لذلك نحن نوجه رسالة لهذا العالم بأن هناك دولة عربية عانت من الارهاب والحصار قرابة عشر سنوات وبنيتها التحتية الجاهزة لمقاومة هذا الفيروس لا تتعدى الـ 30 بالمئة من الطاقة الأصلية لمستشفياتها وقطاعها الصحي وهي مع ذلك لا تزال تواجه عدوانا تركيا وآخر امريكيا في الشمال الشرقي واسرائيليا في الجنوب". وتبقى وحدها معزولة عن العالم الذي تتسارع فيه الخطوات لنهب كل ما يقع تحت الأيدي من كمامات وأجهزة طبية ومعدات وغير ذلك".
ويتساءل بوعود "فكيف تقف الدولة السورية وحدها في هذا الظرف؟"، ويضيف "هو نداء لأن يتحرك الجميع لرفع العزلة على الشعب السوري ورفع المظلمة وإعادة سوريا الى موقعها الطبيعي بين الدول العربية والإقليمية والعالمية حتى تكون أيضًا قادرة وفي نفس الوضعية التي تواجه بها الشعوب الأخرى هذه الجائحة ولا تبقى تحت حصار الإرهاب والحصار الأمريكي وحصار عربي آخر يزيد من معاناة هذا الشعب".
دعم صمود الشعب السوري
أما الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي محسن النابتي فيقول لـ "العهد" إن سوريا هي الجرح النازف من سنة 2011 والى اليوم في خاصرة الدول العربية. وسوريا رغم الدمار والحرب الكونية التي فرضت عليها لكنها ثابتة وصامدة ونحن نتابع بإكبار مقاومة الشعب السوري للجماعات الإرهابية ولوباء كورونا بالمتاح وبالإمكانيات المتاحة ونتمنى السلامة ونطلب من رئيس الجمهورية التونسية وهو رئيس الدبلوماسية التونسية انطلاقا من كوننا باركنا الدعم الذي قدمه -و لو كان رمزيا- لإيطاليا، نطالب بتكثيف البعثات المساعدة في مقاومة وباء كورونا الى الدول العربية خاصة سوريا التي تعاني من الحصار". فهذه الخطوات تأثيرها الإنساني على علاقات الشعوب كبير جدا .
ويتابع محدثنا "حان الوقت لان ترفع المظلمة المسلطة على سوريا فيما يتعلق بإقصائها من الجامعة العربية وقطع العلاقات معها. والجمهورية التونسية مطالبة تحديدا بالموقف هذا وبالوقوف مع سوريا في مواجهة هذه الحرب المتعددة الأشكال والتي زادها هذا الوباء الذي تعيشه الإنسانية صعوبة، حان الوقت لان يفي رئيس الجمهورية بوعده الانتخابي وبالرهانات التي وضعت عليه وأهمها هو اعادة العلاقات السورية التونسية".
ويؤكد النابتي انه رغم ما تعانيه البلاد ورغم الحجر الصحي والأزمة الاقتصادية، الا أن التونسيين تقريبًا كلهم ينادون بصوت واحد بعودة العلاقات. مشيرا الى ان أمام رئيس الجهورية اليوم فرصة مواتية لأن يعلن عودة العلاقات لان في ذلك دعما معنويًا وانسانيًا وتعبيرًا عن القيم المشتركة التي يتبادلها الشعبان التونسي والسوري.
ويختم النابتي :"نحيي المقاومة في حزب الله وكل فصائل المقاومة في المنطقة العربية على صمودها ومشاركتها في مواجهة وباء كورونا وندعو الى أكثر تضامن بين كل بني البشر في مواجهة كل ظلم وعدوان ووباء يتهدد الإنسانية، فمعركتنا واحدة".