الخليج والعالم
استهداف القوات الأمريكية في منبج.. خطةٌ استخباراتية أمريكية
علي حسن - دمشق
تساؤلات عديدة طرحت بعد استهداف دورية مشتركة بين القوات الأمريكية و عناصر مجلس منبج العسكري أمس في المدينة شمال سوريا، لكونها المرة الأولى التي تُستهدف فيها العناصر منذ تشكيل التحالف الدولي، فمن المستفيد من هذا الأمر؟، و ما سبب حدوثه في هذا التوقيت بعد إعلان الرئيس ترامب سحب قواته من سوريا؟ و كيف سيؤثر على مصير الشمال و الشرق السوريين؟
وفي هذا السياق، رأى الخبير العسكري السوري واللواء المتقاعد محمد عباس أنّ "تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تبنى التفجير أمس، يعد جزءا من شركة "بلاك ووتر" بمعنى أنّ المخابرات المركزية يمكن أن تنفذ هجمة على قوات بلادها لتوجيه الرأي العام بهدف تبديل قرار أو خيار متخذ"، موضحا ان "داعش قام بهذا التفجير ربما بأمر من المخابرات المركزية الأمريكية حتى يغير ترامب قرار سحب قواته من سوريا".
وأضاف عباس في حديث لموقع "العهد"، أنّ " ترامب يحاول تعويم الدور التركي كبديل للقوات الأمريكية في شمال سوريا والحديث عن إقامة منطقة آمنة لم تتضح مساحتها المفترضة بعد، إلا أنّ هناك ما يشير إلى أنّ تركيا تريد أن تحتل الشريط الحدودي في شمال سوريا هذا الأمر مقدمة للعدوان التركي على سوريا"، لافتاً إلى أنّ " هذا العدوان المخطط له يشمل العدوان الثقافي والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي ضد الانتماء للدولة الوطنية السورية انطلاقاً من الهوية الإسلاموية الإخوانية التركية و بالتالي يتذرع إردوغان أنّ هناك فراغاً أمنياً سيحدث حين خروج القوات الأمريكية يجب أن تشغله قوات بديلة و يرشح نفسه لتحل قواته مكان الأمريكي في شمال و شمال شرق سوريا".
وأكد أنّه "لن يتواجد على الأرض السورية في الشمال والشمال الشرقي سوى الجيش السوري،لأن الدولة السورية ستستعيد سيادتها على أرضها سواءً أكانت القوات الأمريكية لا تزال متواجدة أم القوات التركية، فالسيادة الوطنية السورية ليست موضع مساومة و تساؤل".
وأشار عباس إلى أنّ " المشروع الأمريكي في سوريا لا يزال قائماً لتسمح واشنطن لأنقرة بالدخول،لكن تفجير منبج الذي تبناه "داعش" هو عملية تنسيقية بين المخابرات الأمريكية والتنظيم الإرهابي الغاية منه تراجع ترامب عن قراره بالانسحاب من سوريا وقد تحدث عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام مسبقاً أنه على ترامب أن يعيد النظر في مسألة الانسحاب".