الخليج والعالم
ما بعد "كورونا".. الدبلوماسية الأميركية أمام اختبار مصيري
رأى الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف وليام بيرنز في مقالة نشرتها مجلة "ذا اتلانتيك" أن مرحلة ما بعد فيروس "كورونا" ستشكل أكبر إختبار لولايات المتحدة لناحية إثبات كفاءتها السياسية منذ نهاية الحرب الباردة.
وقال الكاتب إن ""النظام الدولي الليبرالي" سيصبح بعد انقضاء هذه الأزمة أقل ليبرالية وتنظميا"، متوقعاً احتدام التنافس بين القوى العظمة وإنتشار الفوضى، وتفاقم الأزمات الإنسانية في المناطق التي تشهد النزاعات وتدفق اللاجئين.
وأضاف بيرنز أن "لحظة الحساب لاميركا بدأت قبل فترة طويلة من وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خصوصا أن الهيمنة الاميركية بعد الحرب الباردة كان لا بد من أن تنتهي"، مؤكدل أن "الخيارات التي إتخذتها الولايات المتحدة سرّعت من هذه العملية".
الكاتب شدد على أن "حتمية زوال الهيمنة الاميركية كانت واضحة، خصوصا ان واشنطن قرأت المشهد بطريقة خاطئة وركزت سياستها الخارجية على ما يمسى "الحرب على الإرهاب"، مضيفًا أن "أميركا خسرت ثقة نسبة كبيرة من الشعب الاميركي".
وتابع الكاتب أن "عدم الإنضباط والاختلال الوظيفي من قبل الإدارة الأميركية أدى إلى حدوث الازمة المالية العالمية عام 2008، والتي أدت بدورها إلى حالة إستقطاب سياسي حادة داخل البلاد، فضلاً عن تآكل النفوذ الأميركي".
الكاتب انتقد سياسة "أميركا أولاً" التي يتبناها ترامب، واصفا إياها بـ""القناعة المتهورة"، التي تعتبر أن المصلحة الاميركية تقتضي العمل الأحادي من دون الحلفاء.
واعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة غير قادرة على "احتواء نفوذ الصين لوحدها"، مؤكدا أن على واشنطن اعتماد سياسة بديلة تتمثل بالعمل مع الحلفاء والشركاء في آسيا، الذين لديهم مصلحة مشتركة بأن لا يكون صعود الصين على حساب أمنهم وإزدهارهم".
وشدد الكاتب على "ضرورة التخلي عن فكرة إعادة احياء مرحلة التفوق الأميركي من دون منافس"، مؤكدا أهمية تغيير "شروط الانخراط مع الحلفاء"، ومخاطبة الأميركيين بشكل صريح حول "حدود" القوة الاميركية".