الخليج والعالم
"كورونا" كارثة صحية واقتصادية في الولايات المتحدة
يتّجه الوضع في الولايات المتحدة الى مزيد من التعقيد جراء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأزمة انتشار فيرس كورونا في البلاد، مع تسجيل أرقام قياسية لأعداد الإصابات والوفيات. جديد الأرقام ما أعلنته جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية بشأن وفاة 1169 شخصًا بفيروس كورونا في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة ليرتفع الإجمالي إلى 5911، فيما بلغ عدد الإصابات في عموم البلاد 244 ألف إصابة، في نيويورك وحدها أكثر من 92 ألف إصابة.
الفيروس يزداد انتشاره في الأحياء الفقيرة
بالموازاة، أظهرت بيانات أصدرتها دوائر الصحة في نيويورك أن الإصابات بمرض كورونا في الولاية تظهر زيادة في "الأحياء الفقيرة"، مثل جاكسون هايتس وإلمهورست، بينما كان "أقل شراسة" في المناطق الأغنى.
وبيّنت الإحصاءات أن المناطق المأهولة بالمهاجرين أظهرت أربعة أضعاف الحالات المرجحة إصابتها بالفيروس. ويقول الرئيس التنفيذي لنظام المستشفيات الذي تديره الولاية ميتشيل كاتز لمجلة تايم الأميركية إن "السكن المزدحم قد يلعب دورا في ظهور هذا النمط" من انتشار المرض.
كما أظهرت البيانات أن عددا أكبر من الأشخاص يظهرون إصابة بالفيروس في بعض الأحياء التي "تعد موطنا لليهود الأرثوذكس" في المدينة، الذين لأسباب تتعلق بالتقاليد "يعيشون كأسر كبيرة تحت سقف واحد".
وترجّح السلطات الطبية أن تكون أعداد الإصابة بفيروس كورونا في المدينة "أعلى بكثير" من الأعداد المعلنة، بحسب مجلة تايم، لأن "المسؤولين يقومون بتقنين الاختبارات ويشجعون جميع الأشخاص باستثناء الأشخاص ذوي الحالات الخطرة، على البقاء في المنزل".
أكبر قفزة على صعيد الإصابات في البنتاغون
وفي سياق متصل، أبلغت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) عن أكبر قفزة ليوم واحد في حالات الإصابة بالفيروس التاجي بين أفرادها، بتسجيل 233 حالة إصابة في يوم واحد.
وبحسب أرقام الوزارة، فقد تأكدت إصابة 1638 شخصا بينهم 953 عسكريا، و319 من الموظفين المدنيين، و269 "معالا" من وزارة الدفاع و97 متعاقدا، بينما توفي خمس أشخاص من المرتبطين بالوزارة، وشفي 83 شخصا.
بالموازاة، أقالت وزارة الحرب الأميركية قبطان حاملة الطائرات "يو أس أس روزفلت" الراسية في قاعدة غوام البحرية في المحيط الهادي مع إبقاء رتبته، بعدما سرّب أخبارا تتعلق بالبحارة المصابين بفيروس كورونا المستجد على متن السفينة.
وكان وكيل البنتاغون لسلاح البحرية توماس مودلي قد صرح الأربعاء بأن مضمون رسالة بعث بها الكابتن بريت كروزييه للبنتاغون حيال إصابة طاقمه بفيروس كورونا، "هو خرق للقواعد المسلكية والأنظمة المعمول بها، وأنه يعود بالتالي إلى قيادة سلاح البحرية صلاحية معاقبته".
ووجه كروزييه نداء استغاثة إلى قادة البنتاغون، الثلاثاء، من أجل مساعدته في معالجة المصابين من الطاقم المؤلف من 5000 بحّار.
وبعد هذا الجدل، تقوم البحرية الأميركية حاليا بإجلاء مئات البحارة من حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية.
مشارح متنقلة في نيويورك
وعلى صعيد الكارثة الصحية أيضًا، اضطرت مدينة نيويورك إلى إنشاء "مشارح متنقلة" لاستيعاب الزيادة الكبيرة في أعداد المتوفين جراء فيروس كورونا المستجد الذي يضرب جميع أنحاء الولاية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه تم بالفعل إنشاء 45 مشرحة متنقلة، بسبب الضغط الهائل على المشارح التي امتلأ بعضها عن آخرها، مع ارتفاع أعداد الضحايا في المدينة إلى أكثر من ألف.
وهذه الوحدات المتحركة هي عبارة عن مقطورات مبردة مجهزة بأرفف لتخزين الجثامين في أكياس بلاستيكية.
حاكم ولاية نيويورك أندريو كومو أعلن أمس أنه تم رصد الفيروس في كل مقاطعات الولاية، ووصل عدد الإصابات إلى أكثر من 92 ألف حالة، منها 50 ألفا في مدينة نيويورك وحدها، فيما بلغ عدد الوفيات أكثر من 2300 حالة، منها حوالي 1300 في مدينة نيويورك وحدها.
هذا الوضع تسّبب في ضغط كبير على ثلاجات الموتى في المدينة، واضطرت السلطات إلى استعمال برادات متنقلة لحفظ جثامين الموتى من ضحايا الفيروس.
6 ملايين أميركي يطلبون إعانات
اقتصاديًا، بلغ عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي مستوى قياسيا مرتفعا للأسبوع الثاني على التوالي، متجاوزا ستة ملايين.
وفرضت المزيد من السلطات تدابير للبقاء في المنازل لكبح جائحة فيروس كورونا، التي يقول اقتصاديون إنها تدفع الاقتصاد صوب الركود.
وقالت وزارة العمل الأميركية الخميس إن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة ارتفعت إلى 6.65 مليون طلب في أحدث أسبوع من مستوى غير معدل بلغ 3.3 مليون طلب في الأسبوع السابق.
وتتجاوز الأرقام متوسط التقديرات البالغ 3.50 مليون في مسح أجرته وكالة "رويترز" لخبراء اقتصاديين. وبلغت أعلى التقديرات في المسح 5.25 مليون.
ويقدم التقرير الحكومي الأسبوعي أوضح برهان حتى الآن على أن أطول ازدهار للتوظيف في التاريخ الأميركي انتهى على الأرجح في آذار/مارس الفائت.
وأدت الجائحة إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد الأميركيين الذين يطلبون مساعدة حكومية. وتجاوزت طلبات الإعانة بالفعل تلك التي بلغت مستوى ذروة عند 665 ألفا خلال الركود في الفترة بين عامي 2007 و2009، حين جرت خسارة 8.7 مليون وظيفة.
وقد دفعت عمليات التسريح المتسارعة العديد من الاقتصاديين إلى توقع أن يصل عدد الوظائف المفقودة إلى 20 مليون وظيفة بحلول نهاية نيسان/أبريل الجاري، وهذا من شأنه أن يزيد عن ضعف الوظائف التي فقدت خلال فترة الركود العظيم البالغ عددها 8.7 مليون وظيفة.
وقد يرتفع معدل البطالة إلى 15 في المئة هذا الشهر، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق البالغ 10.8 في المئة الذي سجل أثناء الركود العميق في عام 1982.
ويقوم العديد من أصحاب العمل بخفض كشوف رواتبهم في محاولة للاستمرار لأن إيراداتهم انهارت، وخاصة في المطاعم والفنادق والصالات الرياضية ودور السينما.
ويخضع أكثر من ثلثي السكان لأوامر البقاء في المنزل، التي تفرضها معظم الولايات الأميركية. وقد أدى ذلك إلى تكثيف الضغط على الشركات، التي يواجه معظمها الإيجار والقروض وغيرها من الفواتير التي يجب دفعها.