معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

رغم
01/04/2020

رغم "جائحة " كورونا.. تونس تحيي يوم الأرض على طريقتها

تونس - روعة قاسم

تصوير - نورس الزريعي

لم يمنع فيروس كورونا التونسيين من احياء الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض والثالثة لمسيرة العودة على طريقتهم. فرغم الحجر المنزلي الذي فرضه هذا الوباء ورغم الغاء العديد من الفعاليات التي كانت تنظم بهذه المناسبة سنويا في كل الولايات التونسية، الا أن الأعلام الفلسطينية رفعت من على شرفات المنازل ومن النوافذ، تأكيدًا على وقوف التونسيين مع الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة لاستعادة أرضه المسلوبة من الاحتلال الصهيوني.

دعم شعبي لفلسطين

كما عبّر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمهم للقضية الفلسطينية المركزية ونشروا صورًا للأقصى وغزة ومختلف المدن الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال والحصار معًا. وقد جدد الرئيس التونسي دعم بلاده للقضية الفلسطينية، داعيًا في بلاغ أصدرته الرئاسة كل الأحرار والحرائر في تونس والعالم، إلى توجيه المستلزمات الطبية اللازمة، إلى الشعب الفلسطيني، خاصة وأن الكثافة السكانية التي تتميز بها الأراضي الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، تمثل، إلى جانب شح الإمكانيات، عنصرًا إضافيًا قد يتسبب في انتشار هذه الجائحة. وبحسب ما جاء في بيان الرئاسة "التأكيد على استعداد تونس لوضع ما لديها من إمكانيات، حتى وإن كانت محدودة، للوقوف الى جانب أشقائنا في فلسطين. ودعوة المنظمات الإنسانية، إلى جانب الدول، إلى أن تقوم بدورها الإنساني في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه كل شعوب العالم".

 مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد لقيت استحسان العديد من الشرائح التونسية، فقد اعتبرت الناشطة التونسية ليلى العياري رئيسة اللجنة الدولية للعلاقات الخارجية لمنظمة المتوسط والاتحاد العربي الإفريقي الأوروبي للشباب والتنمية في حديثها لموقع "العهد" الاخباري ان جائحة كورونا التي اجتاحت العالم جاءت لتلهينا عن كل قضايانا للأسف ولكنها لم تنسنا قضيتنا الأم. وتابعت "مشاكلنا وهمومنا يجب أن لا تنسينا أصالتنا وقيمنا التي تربينا عليها وهي حب فلسطين لأن لنا عدوًا يتربص بنا ويريد ايصالنا للتفكير كل بنفسه ليتسنى له الانقضاض على ما تبقى من أراضينا".

ولفتت الى انها تساند مباردة الرئيس قيس سعيد وتدعو الجميع لدعم فلسطين لتخرج قوية بعد التخلص من هذا الوباء الذي سيأتي بخارطة جديدة للعالم بعد ههذه الأزمة العالمية: "فاما أن نكون أو لا نكون. ودائما المستهدف الأكبر هو فلسطين لهذا يجب أن نكون من الداعمين لاخوتنا في فلسطين".

بين كورونا "الاحتلال" وكورونا "الوباء"

أما الناشط عابد الزريعي رئيس جمعية دراسات أرض فلسطين فرأى في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن الذكرى 44 ليوم الأرض تأتي في ظل ظرف استثنائي يتمثل في وقوف العالم أمام اللحظة التي يفرضها وباء كورونا ويجعل عنوانها البحث في سؤال المصير. ويضيف "ان لحظة المجابهة الانسانية العامة لا يمكن أن تلغي أو تنفي اختلاف مستويات المواجهة بين من يقاتل بيدين عاريتين ومن يفرض الحصار ويمنع الدواء مستهدفا القضاء بالمعنى الحرفي على كل من يقف في وجه مشروعه. وفي هذا السياق تتبدى مواجهة الشعب الفلسطيني الذي يواجه في هذه اللحظة التاريخية كورونا الاحتلال وكورونا الوباء، التي يستغلها ويتستر بها الكيان الصهيوني لتنفيذ مشروعه الاستيطاني في سياق محاولة تمرير صفقة القرن".

رغم "جائحة " كورونا.. تونس تحيي يوم الأرض على طريقتها

وأكد أن "المواجهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الذكرى 44 ليوم الأرض والتي تفرض عليه تدبر كل وسائل الحماية والبقاء مثل كل شعوب العالم المحاصرة، تميزه على كامل خريطة العالم، في الشتات والمنافي وفي المعتقلات، حيث يواجه الاسرى عملية تصفية ممنهجة تتمثل في تعمد الاحتلال نقل العدوى اليهم ومنع أدوات الحماية والتنظيف عنهم وجعلهم يواجهون مصيرهم بل وتحويلهم الى موضوع اختبار لأدويته التي يدعي التوصل اليها. كما يواصل المواجهة على الارض مع مشاريع الاستيطان الزاحف".

كل ذلك يجعل من ذكرى يوم الارض - بحسب محدثنا - موعدا استثنائيا للمواجهة والصمود والإصرار على الانتصار مهما كان الثمن. ولأن لذكرى يوم الأرض معناها ودلالاتها الخاصة التي تجعل من ضرورة الاحتفاء بها امرا لا مناص منه، خاصة في ظل هذه الظروف التي تعطي لإحياء يوم الأرض أكثر من معنى، فالقضية الفلسطينية تبقى حية ونابضة رغم كل التحديات التي يمكن ان نواجهها، وقيم الأرض هي قيم الحياة التي تمنح القدرة على وقيم الإصرار على مواجهة حالة الحصار المفروضة. في هذا السياق لفت الى أن رفع الاعلام الفلسطينية على شرفات المنازل في ذكرى يوم الأرض جاء بشكل عفوي كتأكيد على الاستمرار في مواقف الدعم والاستمرار في النضال.

وأوضح ان انتقال المبادرة وانتشارها بالشكل العفوي لدى التونسيين الذي تمت به يؤكد مرة أخرى أن فلسطين تبقى وكما كانت البوصلة والغاية. كانت الاعلام ترفرف والقلوب تخفق وتتوجه بالتحية لشهداء الأرض للأسرى المعتقلين للجرحى للأمهات للمرابطين في خطوط النار والألسنة تجدد العهد على المضي في النضال حتى الانتصار. وختم "كما نتوجه لكل أحرار أمتنا العربية وشرفاء العالم بالاستمرار في مواقف الدعم والتضامن بالأشكال والوسائل المتاحة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل