الخليج والعالم
العقوبات الأمريكية على إيران تهدّد دول جنوب آسيا
توقّفت الكاتبة "فاطمة أمان" في موقع Responsible Statecraft الأمريكي عند تغريدة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قبل خمسة أيّام والتي دعا فيها الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات "مؤقتًا" عن إيران حتى انتهاء وباء "كورونا".
أمان رأت أن دعوة خان هذه لفتة مناسبة والتاريخ أثبت أن الإيرانيين لا ينسون من يقدّم لهم يد العون، غير أنها لفتت إلى وجود عوامل أخرى دفعت رئيس الوزراء الباكستاني الى إطلاق موقفه هذا، فالبلدان متجاوران من الشرق كما أن هناك حدوداً مشتركة بين الجانبين في منطقة بلوشستان.
وعليه حذّرت الكاتبة من أن أيّة أمراض يمكن أن تنتقل بسهولة من إيران إلى باكستان (أو العكس)، ومن أن نفس المعادلة تنطبق على المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان وبين باكستان وأفغانستان، وكذلك بين أفغانستان وجيرانها في منطقة آسيا الوسطى، منبّهة الى أن انتشار وباء الكورونا في منطقة جنوب آسيا على غرار الانتشار الذي حصل في الصين قد يؤدي إلى انهيار العديد من الانظمة.
وقالت الكاتبة إن نظام الرعاية الصحية في إيران يعاني بسبب العقوبات التي أعادت فرضها أميركا عقب انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، مشيرة الى أن أغلب دول منطقة آسيا الوسطى تستطيع على الأرجح أن تعوّل على الصين كي تقدم المساعدة، وذلك في حال انتشار الكورونا في هذه المنطقة، مؤكدة أن الصين هي الدولة الاولى في العالم من حيث مشاركة المعلومات والتجربة مع فيروس كورونا، وهذا لا ينطبق على الولايات المتحدة إذ تعاني الأخيرة على صعيد احتواء المرض على الرغم من أنه كان أمامها مهلة زمنية تزيد عن شهر كي تستعد.
وبرأي الكاتبة، استخدام ترامب عبارة "الفيروس الصيني" في وصف الوباء يمكن اعتباره محاولة للتهرب من مسؤولية انتشار الوباء داخل الولايات المتحدة.
وخلصت الى أن الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الوباء ليست بالنموذج الإيجابي لتقتدي به بقية العالم، جازمة بأن المقارنة بين الولايات المتحدة والصين (من قبل دول جنوب آسيا) لا تخدم سمعة واشنطن بل تصبّ لصالح بكين.