الخليج والعالم
بسبب "كورونا".. الولايات المتحدة منكوبة صحيًا
يومًا بعد يوم، يتزايد القلق لدى الأمريكيين جراء احتمالات خروج وباء كورونا القاتل عن السيطرة بعد اتساع دائرة انتشاره في الولايات المتحدة الأميركية وفي مقدمتها ولاية نيويورك، في ظل العجز المتفاقم على صعيد تأمين المستلزمات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي، بينما أُعلنت حالة الطوارئ في ثلاث ولايات، وتم وضع قوات الحرس الوطني تحت سيطرة حكامها، وهي ولايات نيويورك، وواشنطن، وكاليفورنيا.
بالموازاة، قرّرت السلطات المحلية في عدد من الولايات الأمريكية إطلاق سراح آلاف المساجين، في محاولة لمنع تفشي فيروس "كورونا" في السجون، حيث بدأت السجون في كاليفورنيا، ونيويورك، وتكساس، فى إطلاق سراح المساجين الذين لا يزالوا يقضون مدة محكوميتهم على خلفية قضايا إجرامية خفيفة، وكذلك المساجين المسنين والذين يعانون من أمراض.
وقالت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إن انتشار "كورونا" في نيويورك هو الأسوأ، حيث تعتبر المدينة الآن هى مركز الفيروس في الولايات المتحدة بأكملها، وتستأثر تقريبًا بنصف حالات البلاد.
وكشفت بيانات جديدة أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالوباء في الولاية يزيد عن عدد الحالات في فرنسا أو كوريا الجنوبية.
وفي السياق نفسه، قال عمدة مدينة "نيويورك" بيل دي بلاسيو إن انتشار فيروس كورونا في المدينة سيزداد سوءًا، مع الضرر المتفاقم بسبب نقص المستلزمات الطبية، مضيفًا: "نحن على بعد عشرة أيام من رؤية نقص على نطاق واسع"، وتابع: "إذا لم نحصل على أجهزة تنفس صناعي فإن الناس ستموت".
وكان قد أكد حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو أن 15168 شخصًا جاءت نتيجتهم إيجابية في فحص الفيروس، في ارتفاع بأكثر من 4000 حالة عن اليوم السابق، وحذّر من أن 80% من سكان الولاية البالغ عددهم نحو 19.4 مليون نسمة سيصابون بالفيروس التاجي.
أمريكا تحلّ في المرتبة الثالثة عالميّا بـ"كورونا"
وقد أدرجت جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية التي تُحصي أرقام الإصابات بفيروس كورونا المحلية والاتحادية الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة كأكثر الدول المتضررة من تفشي فيروس "كورونا" في العالم، بعد الصين وإيطاليا.
وكانت الجامعة قد أعلنت أن عدد المصابين بفيروس "كورونا" في الولايات المتحدة ارتفع بأربعة آلاف وصولًا إلى 35206 أشخاص، وقالت إن عدد الوفيات بلغ 471 حالة.
فوضى وتكدّس في المستشفيات الأميركية
ومع ارتفاع عدد الحالات المصابة بـ"كورونا" في البلاد بصورة متسارعة، سادت الفوضى في معظم المستشفيات الحكومية والخاصة في جميع الولايات، بسبب الإقبال الشديد من المواطنين على إجراء اختبارات الفيروس التاجي.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية في كل ولاية لتيسير إجراء الاختبارات، فإن نقص مواد التعقيم والأدوات والأجهزة الطبية اللازمة، أصاب بعض المستشفيات بالشلل، مما جعل السلطات المحلية تتخذ قرارات بإجراء الاختبارات للحالات الحرجة فقط.
وعدم استعداد المستشفيات لهذا النوع من الأوبئة، سيضع حياة آلاف الأميركيين على المحكّ، وسط توقعات بزيادة الحالات بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة. ففي ولاية كولورادو، قامت وزارة الصحة بتحويل عيادة الاختبار الوحيدة في مدينة دنفر إلى عيادة متنقلة، ممّا تسبب في فوضى داخل المدينة، خصوصًا بعدما أكد المسؤولون أنهم سيقصرون إجراء الاختبار على الأفراد الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء كولورادو.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن الولاية يمكنها إجراء نحو 250 اختبارًا يوميًا، لكن مع تراكم العينات، باتت النتائج تستغرق ما يصل إلى خمسة أيام، بينما قالت حاكم ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نويم إن مختبر الولاية الحكومي اضطر إلى التوقف مؤقتًا عن إجراء الاختبارات، بسبب نفاذ الإمدادات اللازمة، وأضافت إنهم يحاولون منذ أسابيع الحصول على المزيد من المواد الكيميائية المستخدمة في معالجة الاختبارات من الموردين، وطلبت من نائب الرئيس مايك بنس المساعدة.
ودعت العديد من الولايات، بما فيها مينيسوتا ونيومكسيكو، الحكومة الفيدرالية والمصنعون، للمساعدة في الحصول على الإمدادات، مثل معدات الحماية الشخصية وأجهزة الاختبار.
واعترف مسؤولو الصحة الفيدراليون في شهادة أمام الكونغرس، هذا الأسبوع، أن هناك نقصًا محتملًا في المواد الكيميائية المستخدمة في الاختبارات.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024